تقرير- محمود العوضي
يوم الخميس الماضي، تم الإعلان رسميًا عن واحدة من أهم صفقات الألفية الجديدة، بانتقال النجم البرازيلي نيمار من برشلونة، إلى باريس سان جيرمان، في صفعة قوية للنادي الكتالوني، ستتخطى آثارها بكثير صفقة انتقال لويس فيجو، للغريم اللدود ريال مدريد. الصفقة سيكون لها العديد من الآثار النفسية، قبل الفنية على كيان برشلونة كواحد من أهم، وأكبر أندية العالم، ومما لا شك فيه فإن إتمام هذه الصفقة سيصل لدرجة الإهانة للبلوجرانا، فكيف لهذا الصرح الكبير أن يتم خطف أحد أهم نجومه بهذه الطريقة المهينة، رغما عن أنفه، وكأنه ناد صغير لا قيمة له. ومن المتوقع أن يجد برشلونة صعوبة كبيرة في إجراء صفقة توازي هذه الضربة معنويًا ونفسيًا؛ لأن تعويض هذه الضربة يستلزم إجراء صفقة في حجم التعاقد مع كريستيانو رونالدو، وهو أمر بمثابة درب من دروب الخيال. الأهم من ذلك أنه حتى على مستوى النجوم الأقل قيمة من رونالدو أمثال: مبابي، وديمبلي، وكوتينيو، وهازارد، فإن برشلونة سيذوق الأمرين في سبيل إتمام واحدة من هذه الصفقات؛ لأن أندية هؤلاء النجوم -إن توفرت لهم الرغبة في البيع- فإنها ستستغل موقف برشلونة أمثل استغلال؛ من خلال مضاعفة السعر.
بالانتقال للحديث عن تأثير هذه الضربة فنيًا على برشلونة، فإن الأمر سيكون له بعدان، البعد الأول وهو متعلق بالمدى القريب، وربما يتفاجأ البعض بأن تأثير رحيل نيمار عن برشلونة خلال الموسم المقبل، ربما لن يكون له كبير الأثر.
ففي أوقات كثيرة كان وجود نيمار مثل عدمه داخل الملعب؛ بسبب انخفاض مستواه في بعض الفترات، لكن يبقى الدليل الأكبر على عدم تأثر برشلونة فنيًا بدرجة كبيرة مع رحيل نيمار، كلاسيكو الليجا الأخير، الذي غاب عنه في السانتياجو برنابيو، ونجح برشلونة في حسمه بأداء رائع، في وقت كانت فيه كل العوامل تصب لصالح ريال مدريد .
أمر آخر غاية في الأهمية، وهو الثنائي ميسي، وسواريز اللذين سيكون لديهما رغبة في التأكيد على القيمة الكبيرة لكليهما، والتأكيد على أن تألقهما، لا يقف على نيمار وغيره. وبالطبع سيتلاشي تأثير رحيل نيمار أكثر وأكثر، إذا نجح برشلونة في تعويض مركزه فنيًا بالتعاقد مع أحد النجوم الذين تم ترشيحهم، رغم كافة الصعوبات التي سيواجهها؛ بسبب عناد الأندية.
البعد الثاني في رحيل نيمار، وهو متعلق بالمدى البعيد، وربما يكون هذا البعد هو الأكثر تأثرًا برحيل النجم البرازيلي؛ نظرًا لأن الجزء الأكبر من مشروع برشلونة المستقبلي، كان مبنيًا على وجود نيمار، وكانت كل خطط البلوجرانا تتطلع لمرحلة ما بعد اعتزال ميسي، ولم تجد الإدارة الكتالونية ما هو أفضل من نيمار للبناء عليه في المستقبل.
بعيدًا عن كل هذه المؤثرات، يتبقى سؤال مهم، وهو، أين قانون اللعب المالي النظيف من صفقات مثل هذه الصفقة المجنونة، التي يتوقع لها العديد من الخبراء أن تصل 800 مليون يورو، والبعض قال: إنها ستتخطى 500 مليون يورو، على أقل تقدير.
ومع الأخذ بالفرضية الأقل بأن الصفقة ستتخطى 500 مليون يورو، بواقع 222 مليون يورو للشرط الجزائي، والذي سيزيد إلى 268 مليون يورو بعد ضريبة القيمة المضافة بإسبانيا، إضافة إلى راتب نيمار نفسه، والمقدر بـ 30 مليون يورو، يضاف إليها ما قيمته 69% ضرائب، ليصل إجمالي ما سيتكلفه باريس سان جيرمان سنويًا حوالي 51 مليون يورو، أي 255 مليون يورو خلال سنوات العقد الخمس، ليصل إجمالي الصفقة 523 مليون يورو.
فهل نجح باريس سان جيرمان في تحقيق صافي أرباح 523 مليون يورو؛ وفقا لما يطالب به قانون اللعب المالي النظيف، وهذا مع الوضع في الاعتبار، أن النادي الباريسي لن يجري سوى هذه الصفقة؟!
بالطبع باريس سان جيرمان يعلم كل هذه الأمور، والحسابات، وهو ما يرشح الأمر لتأكيد الكواليس الخفية للصفقة؛ من خلال ما يتردد حول إدخال إحدى شركات الاستثمار الرياضي في الصفقة؛ للهروب من قبضة قانون اللعب المالي النظيف.. وما خفي كان أعظم!!