بالتأكيد يتبادر فى ذهن القراء من العنوان أننى أردد كلمات أمير الشعراء أحمد بك شوقى فى رائعة يا جارة الوادى التى تغنى بها عظماء الغناء فى العالم العربى كموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب أو سيدة الغناء العربى فيروز ، لكنى فى حقيقة الأمر أتحدث عن عصر المشاعر السريعة

عصر الرسائل والتباعد الإجتماعى عبر شبكات التواصل الإجتماعى ! عندما ننظر للسنوات السابقة من العمر نجد أننا كنا على تواصل إجتماعى أكثر مما نحن عليه الأن فالعالم الإفتراضى الذى حبسنا إنسانيتنا به جعلنا مبرمَجين فى كل شيئ حتى مشاعرنا ، فالعلاقات تبدأ بزر إضافة وتنتهى بزر حظر أو بلوك ، بين الإضافة والحظر هناك فئة التواصل الإجتماعى مع الأخرين وهم أصحاب الرسائل ، فى الأعياد والمناسبات نجد المهنئين من كل حدب وصوب وتنهال علينا رسائل المباركة والتهنئة وكأن من أرسل لنا رسالة تحمل عبارات حب وتهنئة قد فعل لنا ما لم يفعله أى أحد وعلينا تقبل الأمر بسعادة بالغة بل والرد عليه برسالة أيضاً حتى تصبح علاقة وطيدة ، تبرمجت المشاعر وأصبحت قلوبنا أقسى من الآلة بعدما تحولت العلاقات الإجتماعية بين البشر لعلاقات مملة باردة تفتقر للحميمية والدفئ الذى كان فى السابق ، أتذكر قديماً عندما ياتى العيد نذهب للأهل والجيران والأحباب لتهنئهم بقدوم العيد وتحرص الأسرة على ان تجتمع كل إسبوع فى منزل أحدٍ منهم حتى تنعم الأسر بالدفئ الإجتماعى والتواصل الحقيقى فى المشاعر لكن الأمر إختلف كثيراً الأن وأصبح التضامن أو السؤال برسالة يكفى بدلاً من بذل الجهد فى الحضور أو الوقوف بجانب الأخرين والدعم المعنوى الحقيقى ، تطورت العلاقات إلى علاقات سطحية إلكترونية فقيرة المشاعر سريعة النسيان معدومة الإحساس والصداقة ، لنصل فى النهاية إلى أننا تطورنا فى كل شيئ وتأخرنا فى مشاعرنا فتعطلت لغة الكلام وتحدثت لغة الكيبوردات !!

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *