المناهج التعليمية جزء من النص مفقود !!

• ابراهيم عسيري

عبر مسيرة طويلة للتعليم ومناهجه نلاحظ أن هناك (جزءاً من النص مفقود) في هذه المسيرة ألا وهو تلك الروح ..روح الوطنية التي لم يتم التركيز عليها من خلال أساليب تعليمية مبسطة تساهم في زرع روح الوطن وعشقه داخل قلوب أبنائه من خلال الكثير من الأفكار والبرامج التثقيفية المتنوعة التي كان يفترض إعدادها وبشكل يركز كثيرا على أهمية الوطن كانتماء..مصير..وجود ..!!
وكان يجب أن تكون المساهمة في ذلك من أطراف عدة وان لا يقتصر الأمر فقط على وضع مناهج كيف ما اتفق بل الذهاب إلى أبعد من ذلك بكثير بحيث كان يفترض إشراك طوائف المجتمع المتنوعة كافة سوا كتاب مثقفين فنانين وبخاصة المسرح المدرسي ولكن وللأسف الشديد تم تجاهل تلك الجهات المؤثرة في حياة الطفل وبشكل وصل إلى حد الإهمال واللا مبالة لهذا الجانب الهام الذي يصيغ معنى الوطن في داخل إنسان هذه الأرض المقدسة واي ارض اخرى على وجه هذه البسيطة !!
ولكن ما كان يحدث وللأسف الشديد هو ذلك التشدد نحو الحديث عن الوطن بل وصل عند بعض (المتشددين ) التي تحريم الحديث عن الاحتفاء بالوطن والتغني بعشقه !!
وكان ذلك التوجه فقط من بعض (المتشددين) الذين كانوا يعتقدون يقيناً بان كل احتفالات وشعارات حب الوطن هي نوع من أنواع (البدع) وهذا ما افرز فكراً خاطئاً عن مفهوم (حب الوطن) وقد تحول هذا الفكر المتشدد تدريجياً إلى (معتقد ) أصبح شائعاً في مجتمع هو بالأصل منغلق تجاه الثقافات الأخرى بحكم الانغلاق الفكري والثقافي والاعتماد وبشكل كلي على التقاليد والعادات المتوارثة تلك التي كان بها الإيجابي والسلبي في ذات الوقت ذلك السلبي الذي جعل الحديث عن عشق الوطن في نظر البعض مجرد ..نفاق ..تسلق.. وهذه نظره ونظرية في ذات الوقت خاطئة !! ولكنها طغت على أجيال متعاقبة وبشكل اثر على لغة التعبير عن حب الوطن بحيث أصيبت تلك المشاعر تجاه الوطن (بالجمود ) بعكس ما نشاهده في دول العالم اجمع حيث نجد أن غرس حب الوطن مع الإنسان تبدأ من المراحل التعليمية الأولى من خلال المناهج والقصص والمسرح المدرسي كما أشرت في بداية حديثي !!
وكل هذه الجهات كانت تتظافر وتعمل غرس حب الوطن في نفوس أبنائها مما جعل ذلك العشق روحاً تنبض بحب أوطانها والتعبير عن هذا العشق بتلقائية وبغيره شديدة لا تسمح لأي مخلوق بان يمس كرامة هذا الوطن أو ذاك ..بعكس ما حدث لدينا حيث أصبح الكل يخشى أن يتهم (بالنفاق) لأنه مثلا يمتدح قيادة وطنه أو يعبر بقصيدة أو قصة أو تغريده عن مدى عشقه وولائه لوطنه بالرغم من أن وطننا هو الوطن الأكثر استحقاقاً للمدح والفخر بالحديث عنه ليس تحيزاً ولكنها الحقيقة الساطعة سطوع الشمس لان وطننا ياسادة هو وطن المقدسات الإسلامية وليس وطن أحزاب ليبرالية أو علمانية أو رافضية وبالمناسبة هذه الدول ذات الأحزاب لو نظرنا إليها لرأينا كيف تتحدث عن أوطانها بكل فخر وحماسه !! فهل نعيد صياغة مفهوم حب الوطن من خلال مناهجنا التعليمية التي (أكل عليها الدهر وشرب ) وهي ما زالت قابعة في زاوية التكرار وعدم التقدم والتغير والتفاعل مع العالم المتجدد على الدوام ..وبالمناسبة فالتركيز على مبدأ أهمية الوطنية في نفوس أبنائنا يصعب على اصحاب الفكر الضال الوصول إلى عقولهم لأنهم حينها وببساطة سيكونون محصنين بفكر الولاء لوطن المقدسات ولن تجد الأفكار الظلامية طريقا إلى أبناء وطننا المستهدف من أعداء اتفقوا جميعا على التربص به وبأبنائه .
[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *