ثلاثة عناصر أساسية مهمة لحياة كل إنسان. ترتبط هذه العناصر ببعضها ارتباطاً وثيقاً ويكاد يكون مستحيلاً وجود أحدها دون العنصرين الآخرين.
من حق الجميع أن يستمتع بالمشي في شارع نظيف دون أن تطارده الحشرات والهوام ودون أن يشعر بالغثيان لمناظر النفايات المبعثرة هنا وهناك والروائح المنبعثة منها.
من حق الجميع أن يطمئن على سلامة بيته الذي تجاوره أرض مسورة تجمع داخلها كل ما يمكن أن يتخيل المرء من النفايات والأشجار والقوارض والحشرات وكذلك المواد سريعة الاشتعال ولا ينقصها سوى أن يلقى عليها عود ثقاب أو عقب سيجارة لتشتعل وتهدد حياته وممتلكاته. لقد أصبحت رؤية فأر يتجول ليلاً في بعض شوارعنا منظراً عادياً وإذا لم نتحرك سريعاً فلربما صافحتنا الأفاعي.
نحن بحاجة لتعاون الجميع، المواطن و الأجهزة المعنية لتحقيق مستوى مقبول من النظافة. يستحيل أن تكون شوارعنا نظيفة وهناك من يرمي النفايات في الشارع.
يستحيل أن تكون شوارعنا وأحياؤنا نظيفة إذا لم يقوم مقاول النظافة بعمله على الوجه المطلوب وإذا لم تقم الأمانة بمراقبة أداء ذلك المقاول وتصحيحه. يستحيل أن تكون شوارعنا نظيفة، إذا لم يقم أصحاب الأراضي المسورة بتنظيفها والمحافظة عليها. فمن حق أي شخص أن يضع سوراً على أرضه ولكن من واجبه أن يحافظ عليها نظيفة ولا يؤذي بها جيرانه.
يستحيل أن تكون بيئتنا صحية وكل هذا الكم من النفايات ملقى في الشوارع. مستحيل أن تكون بيئتنا صحية، و أصحاب المحلات يخرجون نفاياتهم في الشارع دون حسيب أو رقيب.يستحيل أن تكون بيئتنا صحية، وأصحاب الدكاكين والمطاعم يغسلون مطاعهم آخر الليل ويدفعون مياه الغسيل المحملة بالاوساخ والزيوت إلى الشارع. يستحيل أن تكون شوارعنا نظيفة، ومخلفات البناء والترميم تلقى على قارعة الطريق وتترك بالسنوات، نعم سنوات دون أن ترفع ودون أن يجبر من ألقاها على رفعها أو يتم تغريمه.
كل ماسبق مستحيل بدون وجود رادع لمن يلقي النفايات والأوساخ في الشارع، دون عمل دؤوب وجاد من مقاول النظافة، دون عمل دؤوب وجاد من الأمانة، دون وجود مراقبة ومتابعة للأراضي البيضاء وخصوصاً تلك المسورة. وكذلك يستحيل كل ذلك دون وجود طريقة مقبولة للتخلص من قطع الأثاث القديمة والأجهزة المنزلية القديمة التالفة.
الصور والفيديو المرفق مع هذا المقال هي نتاج جولتين كل منها استغرق ساعة واحدة فقط والفاصل الزمني بين الجولتين كان اسبوعان والنتائج كانت متشابهة برغم مرور أسبوعان. هذه الجولتين غطت مربعين فقط في حي النعيم وحي النهضة وجزء من شارع الامير سلطان. وهذه الاحياء تعتبر من أحياء الشمال الراقي فماهو الحال ياترى في الشرق والوسط والجنوب؟ ماهي النتائج ياترى لو تم عمل مسح ميداني لكل الشوارع والأحياء؟ هل تكون النتائج أسوأ، أفضل أو ربما تكون مشابهة؟ الله أعلم، سأترك الإجابة لأهل الإختصاص.
أتمنى أن يتم تبني هذا الموضوع على مستوى المحافظة وأن يتم تنظيم ورش عمل تشترك فيها كل الجهات ذات العلاقة ونخبة من المواطنين ذوي الرأي والخبرة والنزاهة للخروج بالآتي:
أولاً: عمل مسح شامل لكافة الاحياء لتقييم حجم المشكلة.
ثانياً: وضع خطة و جدول زمني لتعديل الوضع الراهن والوصول الى مستوى مقبول من النظافة.
ثالثاً: وضع وتفعيل طريقة سهلة ومقبولة للتخلص من الأثاث والأجهزة القديمة. وتغريم أو تجريم من يلقيها في الشارع.
رابعاً: وضع وتفعيل برنامج لمراقبة الأراضي الفضاء وخصوصاً المسورة واجبار اصحابها على نظافتها. او تنظيفها وتغريمهم.
خامساً: تغيير صناديق النفايات فالموجودة حالياً مفتوحة من الاعلى وهي عرضة للنبش وملاذ آمن لتكاثر الحشرات.
سادساً: تفعيل مراقبة المطاعم والمحلات للتأكد من طريقة التخلص من النفايات وتنظيف محلاتهم.
سابعاً: تفعيل برنامج نظافة الشوارع وإزالة التراب والاوساخ منها بشكل يومي.
ختاماً، أستطيع أن أحيا سعيداً وأمارس حياتي بشكل طبيعي إذا كانت الشوارع بدون سفلتة وبدون إضاءة وبدون أسماء ولكن، لا ولن تستقيم حياتي إذا افتقدت النظافة في شوارعنا.
شاهر رقام