مكة المكرمة – البلاد
تشتهر جبال مكة المكرمة بزراعة شجرة “البشام” الذي تشبه أوراقها أوراق “الزعتر”، ويستخرج منها دهن “البلسان” أو “البيلسان” الذي يعالج بعض الجروح، وأزهارها ملونة بالأصفر، والأبيض، والوردي، والأسود، ويستخدم قشرها في صناعة الشاي البلدي.
ويصل ارتفاع هذه الشجرة إلى أربعة أمتار، وهي ثنائية المسكن، ولها أوراق مركبة متبادلة ريشية الشكل ما بين 3 – 5 وريقات، وثمرتها نووية بيضية الشكل وطرفها الأعلى حاد، ومخططة بأربعة خطوط بيضاء طولية، ويوجد في الثمرة بذرة واحدة، بينما يفرز الساق والأغصان عند قطعها سائلاً راتنجياً ذا رائحة منعشة يُعرف باسم ” بيلسان مكة”.
أما من الناحية العلمية فتعرف الشجرة باسم Commpihona Gileadensis وتنتشر في جميع أنحاء جنوب الجزيرة العربية، وتتركز في المملكة العربية السعودية في جبال مكة المكرمة، والمدينة المنورة، وسلسلة جبال السروات.
ويستخدم الكثير من أهالي مكة المكرمة قشور البلسان ويطلقون عليه “بلسم مكة” حيث يمزجونه مع الشاي ليكسبه اللون الأحمر والرائحة الزكية، كما يصنعون منه الشاي البلدي بدلاً عن الشاي المستورد.
وطبقا لـ( واس) على لسان المواطن صالح بن حامد ، فإن بعض أهالي مكة ورثوا حتى الآن استخدام دهن “البشام” في تضميد الجروح للإسراع في شفائها, نتيجة احتوائه على مركبات لها تحول دون نمو الجراثيم , علاوة على استخدامه مع أوراق البقدونس في علاج بعض أمراض المسالك البولية.
وأفاد المواطن سعيد الصبحي أن شجرة البشام إضافة لكونها من نباتات البيئة الطبيعية وشكلها الجميل ورائحتها الزكية، فهي مورد معيشي للبعض، إذ إن محلات العطارة في مكة المكرمة تقوم باستخلاص مادة البلسان من شجرة البشام، وتعبئته في قوارير صغيرة تجد إقبالا كبيراً من الأهالي على شرائها.
ودعا الصبحي إلى المحافظة على هذه الشجرة، لأن أعدادها بدأت تتناقص بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة لعدم الاهتمام بها، إلى جانب ندرتها في الأساس، إذ لا تتواجد إلا في مساحات قليلة في سفوح مكة المكرمة.