الثقافيـة

قراءة في كتاب.. ( الصعود الى النص … قراءات في السرد السعودي) الصادر عام 1437هـ

حمد حميد الرشيدي

تطرق المؤلف من خلال كتابه هذا إلى رصد حركة الإبداع السردي في المملكة العربية السعودية، ممثلة بمجموعة من الأدباء السعوديين، من كتاب السرد الذين برزوا في فترة الثمانينيات الميلادية، وخاصة في مجال (القصة القصيرة)، كما أشار إليه في (التقديم) الذي جاء متصدرا صفحات الكتاب نفسه، بقوله:

” تسيدت الساحة إبداعيا في الثمانينيات؛ إذ لم يكن للرواية حضور فاعل كما هي عليه الآن، أسماء كتاب برزت، وإبداعات عديدة لفتت انتباه النقاد حينها…كنت أحدهم.. لفتت انتباهي حين قدمت إلى المملكة، وفي ذهني أسماء قليلة لكتابها. إنها القصة القصيرة التي خلدت أسماء كثيرة هنا، كما خلدت أسماء كثيرة في العالم العربي.. لم يطلها ما طال الشعر والنقد من الرمي بسهام الحداثة، رغم تجددها ومحاولات كتابها تحديث الشكل والمضمون والدخول الى عوالم القصة القصيرة جدا..”. الكتاب: ص7.

وحول منهجه الذي اعتمده هنا لدراسة فن السرد السعودي , منذ ظهور بواكيره الأولى، وأبرز رواده الذين أسسوا له، يضيف المؤلف قائلا:
” إن اهتمامي بها هو ما دفعني إلى معايشتها وتناول بعضها في دراسات أو قراءات.. هذا الكتاب هو جزء ربما تتوالى بعده أجزاء..تلك الدراسات لم تتجه الى منهج بعينه، ولم تتوخ الأكاديمية مسلكا, ولكنها حاولت أن تكسر المألوف حينها، وها أنا أقدمها مدينا لبعض الأصدقاء الذين حرصوا على إصدار هذا الكتاب. أقدمها كما طرحت حينها في الصحف والمجلات..لم أغير في محتواها، ولكني أخضعتها كما قال د. منصور الحازمي في كتابه “فن القصة” لشكل الكتاب”. الكتاب: ص7+ص8.

وجدير بأن أشير في ختام حديثي عن هذا الكتاب إلى أهميته القيمة، المتمثلة في الجانب الأدبي التاريخي الذي اتسم به ومقدرة مؤلفه الفائقة في استقصاء مادته، ودقته في تتبع تفاصيلها، فهو رصد أدبي تاريخي نقدي لحركة الإبداع السردي السعودي, ويؤرخ لمرحلة هامة من المراحل التي مر بها، فضلا عن إيراد مؤلفه لنماذج متعددة لفن القصة القصيرة والرواية؛ إمعانا منه في إيصال فكرة الكتاب ومضمونه للقراء والنقاد بوضوح، واعطائهم صورة مكتملة عن أهم ملامح السرد السعودي وأبرز كتابه في تلك الحقبة من الزمن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *