واصل الناخبون فى فرنسا الإدلاء بأصواتهم يوم الأحد في الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة التي يمكن أن تحدد مستقبل الاتحاد الأوروبي ومن المؤكد أن يُنظر إليها على أنها مقياس لمدى استياء الناخبين من المؤسسة السياسية.
وجاب أكثر من 50 ألف شرطي وسبعة آلاف جندي مدعومين بوحدات للرد السريع الشوارع وذلك بعد ثلاثة أيام من قتل مسلح يُشتبه أنه إسلامي متشدد شرطيا بالرصاص وإصابة اثنين آخرين في قلب العاصمة باريس.
وسيقرر الناخبون ما إذا كانوا سيدعمون وجها جديدا مؤيدا للاتحاد الأوروبي يمثل الوسط أم سياسيا محافظا محنكا تحيط به الفضائح ويريد أن يقلص الإنفاق العام أو سياسيا يمثل أقصى اليسار ويشكك في اليورو ومعجبا بفيدل كاسترو أو مرشحة تمثل أقصى اليمين ستغلق الحدود وتتخلى عن اليورو لتصبح أول رئيسة لفرنسا.
ومن المقرر أن يغلق آخر مركز اقتراع أبوابه في الساعة الثامنة مساء(1800 بتوقيت جرينتش) ومن المرجح أن تعطي استطلاعات آراء الناخبين المؤشرات الأولى للنتيجة بعد فترة وجيزة من ذلك.
وستظهر النتيجة ما إذا كان المد الشعبوي الذي أدى إلى تصويت بريطانيا للانسحاب من الاتحاد الأوروبي وانتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة مازال متصاعدا أم بدأ في الانحسار.
ولكنها تعطي أيضا خيارا بين علاجين متناقضين تماما لإنعاش اقتصاد راكد متخلف عن الدول المجاورة له وحيث يعاني نحو ربع من هم أقل من 25 عاما من البطالة.
ويزيد من التوتر ارتفاع معدل الناخبين الذين لم يحسموا موقفهم.
وقالت حنان فانيدي ،وهي مديرة مالية لمشروع يبلغ عمرها 33 عاما،لدى وصولها إلى مركز اقتراع في باريس إنها ما زالت لم تحدد موقفها.
وأضافت “لا أصدق أحدا بالفعل. لم أحدد أي مرشح بعينه يمكن أن يحقق تقدما في الأمور. إنني متشائمة للغاية”.
وعلى الرغم من التخوف من أن يؤدي هذا الاستياء الواسع النطاق من السياسة إلى إحجام الناخبين عن المشاركة تقدر مؤسسات لاستطلاع الرأي أن تتماشى إلى حد كبير نسبة الإقبال ،في ظل الطقس المعتدل في كل أنحاء فرنسا مع النسبة المسجلة في الانتخابات السابقة التي جرت قبل خمس سنوات وبلغت نحو 80 في المئة.
وإيمانويل ماكرون (39 عاما) المرشح الأوفر حظا في الجولة الأولى وفقا لاستطلاعات الرأي وهو مصرفي سابق ينتمي لتيار الوسط وأسس حزبه قبل عام واحد فقط كما يتوقع أن يتفوق على مرشحة أقصى اليمين زعيمة حزب الجبهة الوطنية مارين لوبان في جولة إعادة بين مرشحين اثنين في السابع من مايو أيار.
* تغيير المشهد
وإذا احتل ماكرون ولوبان المركزين الأول والثاني في جولة يوم الأحد من الانتخابات فسيعيد ذلك بشكل فعلي رسم مشهد سياسي هيمنت عليه طوال 60 عاما أحزاب التيار الرئيسي من يسار الوسط ويمين الوسط.
وقال جيروم فوركيه من معهد إيفوب لاستطلاعات الرأي “لن يكون الانقسام تقليديا بين اليسار واليمين بل صداما بين رؤيتين للعالم”.
وفي حين يطرح ماكرون رؤية تتعلق بالتحرر الاقتصادي التدريجي لا تسبب اضطرابات تذكر في الأسواق المالية العالمية تقترح لوبان برنامجا يسبب خللا في النظام على نحو أكبر يتعلق بزيادة الإنفاق الاجتماعي الممول بطبع بنكنوت بالإضافة إلى الانسحاب من اليورو ومن المحتمل أيضا من الاتحاد الأوروبي.
ومن بين المرشحين الاثنين الآخرين القريبين بما يكفي في استطلاعات الرأي لخوض جولة الإعادة يطرح جان لوك ميلينشون برنامجا للضرائب والإنفاق ينتمي لأقصى اليسار يتفق بشكل كبير مع برنامج لوبان ولكن دون خططها للحد من الهجرة.
ويعد المرشح المحافظ فرانسوا فيون الذي استعاد توازنه بعد أن لاحقته لأشهر فضيحة وظائف وهمية بعلاج للوضع الاقتصادي من خلال التحرر الاقتصادي وتقليص الضرائب والإنفاق الحكومي وخفض نصف مليون وظيفة في القطاع الحكومي.
وبعد هؤلاء المرشحين يأتي المرشحون السبعة الآخرون ومن بينهم مرشح الحزب الاشتراكي بنوا هامون بفارق كبير.
ووفقا للأرقام الرسمية بلغت نسبة الإقبال عند الساعة الخامسة مساء (1500 بتوقيت جرينتش )69.42 في المئة مقابل 70.59 في المئة في 2012.
وفي تلك السنة أغلق آخر مركز اقتراع في الساعة السابعة مساء أي قبل ساعة من العام الحالي وشارك نحو 80 في المئة من الناخبين في الجولة الأولى في نهاية الأمر.
وتوقعت بعض الاستطلاعات نسبة إقبال قريبة من نسبة السبعين في المئة التي أدت إلى وصول جان ماري لوبان الذي كان زعيم الجبهة الوطنية حينئذ إلى الجولة الثانية من الانتخابات في عام 2002.
ولم توضح مراكز الاستطلاع ما إذا كان في صالح ابنته في 2017 أن تكون نسبة الإقبال كبيرة أم ضعيفة