بين الأحمق والعبقرى نجاح أحياناً وإخفاق مراراً

نيفين عباس

ليس كل من يعتقد أنه ذكى هو بالفعل ذكى ، وليس كل من يعتقد أنه غبى هو بالفعل غبى

العظماء ينتابهم أحياناً كثيرة إحساس بالإنزعاج من النفس وشعور كبير بأنهم أشخاص حمقىّ ولديهم من العيوب ما يغطى على المميزات وحتى الإنجازات! على الجانب الأخر الشخص المغرور ينبع من داخله إحساس بأنه مميز ولا أحد يستطيع مهما إجتهد الوصول لقدراته العقلية الخطيرة التى لا يضاهيها أى أحد فى حين أنهم أشخاص يتمتعون بقدر كبير من الحماقة والغباء ، فالذكاء يكمن فى إحساس الإنسان بعدم الرضا والشعور بالغباء فى كثير من الأحيان والإجتهاد والسعى للأفضل وتقبل النقد هو أهم وأول تلك الخطوات عكس من لا يرى سوى نفسه فهو شخصية غير متقبلة للنقد بأى شكل من الأشكال وعند حضورها أحد المواقف لا يحضر ضميرها فقط لمجرد إثبات أنها على صواب فى حين أن تصحيح الصورة أمامهم وإعترافهم بالخطأ قد ينجى الأخرين من الإتهامات ولكنهم بسبب الغرور الذين يتمتعون به لا يستطيعون البوح بالحقيقة حتى لا ينظر إليهم الأخرين أنهم “تابع” لأحد أو حمقىّ من السهل أن يؤثر أى أحد عليهم لأنه فى قراره نفسه لا يرى سوى شخصيته التى يجب أن يتبعها الجميع، فنجد أنفسنا فى نهاية الأمر أمام كارثة خاصة عندما يكون الأحمق المغرور هو الشخص الذى يرأس الجميع فكيف له أن يعبر بهم لطوق النجاة فنجد الإخفاقات متتالية مراراً وتكراراً ولا يعترف بهذا الأمر مهما كلفه ، فى حين يتواجد بجواره من يعتقد أنه أقل قدره منه وهو فى حقيقة الأمر الشخص الوحيد القادر على تسلم عجلة القيادة والنجاة من الأزمات والوصول للنجاح بخطوات ثابتة ومسار صحيح لأنه شخصية قيادية قوية لديها القدرة على أن تدرك أين الصواب وأين الخطأ ولكن بسبب غرور الأحمق المبالغ به أعطى إنطباع للأخرين أنه بالفعل شخصية قيادية قوية وكل من حوله ما هم سوى بعض الأشخاص الأقل قدره وهو وحده صاحب الرؤية الصائبة الصحيحة ، الأمر ينطبق على الكثير من المشاهد التى نعيشها فهناك أشخاص يتسلمون عجلة القيادة فى الكثير من الأمور التى تؤدى فى النهاية إلى الفشل الذريع وإغراق الجميع وليست الكارثة تكمن فى غرور الأحمق وإيمان الذكى بالفشل بل تكمن فى أن يكون المبارز رجل وإمرأة فنصبح أمام مزيج من النرجسية مع الغرور والحماقة لتشكل لنا شخصية لا يمكن التعايش معها تحت أى ظرف سواء زوج أو مدير بالعمل أو شقيق وما أكثر الأمثلة على هذه الأمور ، وإن نظرنا إلى حالنا بالدول العربية سنجد الكثير والكثير من الإخفاقات والفشل فى الكثير من المؤسسات لأنه لا يوجد إتاحة للفرص بالشكل الصحيح فنجد شخصية لا تتمتع بالقدر الكافى من الذكاء تقوم بإدارة مؤسسة ويعمل تحت مظلتهم أشخاص لديهم قدر كبير من الذكاء والقيادة ولكن بسبب الغرور الذى يتمتع به من يقود إدارة المؤسسة لا يتقبل أى أراء من شأنها النهوض بالمؤسسة فقط حتى لا يثبت لأى أحد أنه أقل ذكاء من الأخرين ، فنجد أنفسنا أمام فرع أخر من الإخفاق ولكن إخفاق نفسى مريع وهو الإخفاق فى المواجهة وقول الحقيقة وفقط من أجل الخوف وخشية بطش صاحب النفوذ نخشى قول الحق ونبدأ فى النفاق وهو ما يوصلنا للفشل الذريع عكس بعض المؤسسات الناجحة التى لا تعتمد على رأى واحد فقط بل تستمع للجميع وتصل فى النهاية إلى رأى يتفق عليه الجميع للصالح العام دون الإكتراث بمن صاحب الفكرة أو من الذى ساهم فى إنجازها وهنا الفارق فى الأمر بين تقبل الرأى ورفضه يكمن الإخفاق والنجاح

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *