عقد قطاع الآثار والمتاحف بالهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني مؤخراً، محاضرة عن أعمال البعثة السعودية – الألمانية العاملة على التنقيب في موقع تيماء، وذلك في قاعة التوحيد بالمتحف الوطني، جرى فيها تسليط الضوء على أبرز النتائج والمكتشفات الأثرية التي توصلت إليها البعثة.
وأوضح الدكتور أرنولف هاوسلايتر، من قسم الدراسات الشرقية في المعهد الألماني لآثار الشرق الأوسط ببرلين رئيس الجانب الألماني، أن المعطيات الأثرية كشفت أن تيماء في العصر البرونزي كانت مركزاً حضارياً عالمياً ذا صلة وثيقة بحضارات داخل الجزيرة العربية، وأخرى خارجها، وكان منارة للتبادل التجاري بين الشرق والغرب وشمال وجنوب الجزيرة العربية.
وقال: “رغم وجود بقايا استيطان بشرى ربما تعود إلى أواخر العصر الحجري الحديث (أواخر الألفية السابعة وأوائل الألفية السادسة قبل الميلاد)، إلا أن الزراعة في واحة تيماء تعود إلى 4300 قبل الميلاد فصاعداً”.
وأشار الدكتور هاوسلايتر إلى أن “الأدلة الأثرية من الألف الرابع قبل الميلاد تظل غير واضحة؛ مما يدل على وجود تقلبات مناخية حدثت هناك من الرطب إلى الجاف. كما أن واحة تيماء المحصنة وصلت أقصى اتساع لها في الألف الثالث قبل الميلاد، في حين أنه تم تحديد بداية نشأة المدينة عام 2200 قبل الميلاد”، مؤكداً أن “حضارة تيماء ارتبطت بحضارات في الجزيرة العربية مثل دادان والحجر وحضارات أخرى خارج الجزيرة العربية مثل بلاد الرافدين وبلاد الشام، وربما كان أمام سكان المستوطنة في تيماء خيارات لجلب المواد الخام من بلاد الشام أو الدرع العربي أو عمان، وربما أن المستوطنة مرت بتقلبات في الاقتصاد والنمو السكاني كما يظهر في مناطق أخرى في الشرق الأوسط لكنها لم تتضرر”.
وأضاف: “في أواخر العصر البرونزي أنتجت كميات محلية من الفخار المشابه لفخار قُرَّية، بحسب نتائج التحليل الكيميائي لعينات من الفخار. وكشف عن نقش فرعوني غرب تيماء يعود إلى القرنين الثالث عشر والثاني عشر قبل الميلاد، كما أن هناك الكثير من الفرضيات والأسئلة التي لا تزال قيد التحقيق والدراسة، ومنها العمق التاريخي لتقاليد الدفن في واحة تيماء فردياً أو جماعياً”.
وعرض الباحث الألماني خرائط للمنطقة الأثرية التي يعمل فيها الفريق، ومكوناتها، وتوزيعاتها التنظيمية، وترابط الواحة فيما بينها، وخصص مساحات للحديث عن موقع تيماء، والتبادل التجاري، والدلائل المتشابهة للمعثورات التي حصلوا عليها، والأبعاد الحضارية للمكتشفات.
وتعمل البعثة السعودية – الألمانية في موقع تيماء بمنطقة تبوك منذ عام 2004 نفذت خلالها 27 موسماً، يشمل تخصصات: الآثار، والترميم، والجيوفيزياء، والجيوكيمياء، والجيومورفلوجيا، كما عقدت عدة محاضرات لتقديم أعمالها.