عبدالعزيز بن دراج
لاشك أن الاستجارة عند العرب، صفة من صفات المفاخرة والشجاعة؛ لما فيها من كرم وحُسن جِوار. البعض يتحدث عن الحقوق، والبعض الآخر يتحدث الحقائق،
وما بين هذا وذاك فرق شاسع، ودلائل لا تقبل التزييف، أو التحويل، فالوقوف مع الحق أحق أن يُتَّبع بعيداً عن التدليس. فالجميع يعلم بالإجماع أن المَلَكِية شأن من شؤون البيت الأهلاوي، الملكي ، والدخول فيها بالتشكيك لن يُغَيِّر معالم تلك الصورة الملكية النقية، وهذا الزَّخَم الإعلامي المأجور لن يذهب بعيداً في ظلِّ تزييف الأقلام وتضليل الإعلام، فالكاتب المأجور يصعب عليك حواره؛ لأنه وبكل بساطة لا يستطيع الدفاع عنها، لانها ليست بضاعته أصلاً ، فتجده مرة شاحب الوجه ، ومرة عابس الوجه ، ومرة مُسْودَّ الوجه، فالكاتب المأجور لا يملك فكراً، أو صنعة، أو لغة حوار؛ فيتحول المشهد لقذف بالعبارات ، وتهكم في التصريحات، وعبث بالمقدرات التي لا تعنيه جُملة وتفصيلا، فهذا الفكر المأجور لا يحمي تلك الأجيال القادمة، أو هذا الوطن التَّلِيد. بل يشوش الأفكار، ويجعلها مسمومة تماماً ، فالأجدر بهذا الأجير ترك العبث بالولاءات، والابتعاد عن عرش الملكية، وتركها لأهلها، فالملكي لا يهرول مع بعض القطيع .
الكاتب الأجير يكتب إذا خاف، ويتنكر ويستنكر حين يَأْمن ممن حوله . أكثر الأشخاص تناقضاً وتنصلاً من الأحداث ، هو الكاتب الأجير؛ لأنه لا يستطيع أن يمشي في الطريق المستقيم، ﻭﻓﻲ الحوار السليم، فتجده يلمِزُ دون شعور ،
فأطماعه تعنيه بالدرجة الأولى، ولا يهتم بشيء آخر، فيقوم بالتناقض من مجلس لمجلس دون شعورٍ بهذا؛ لأنه ليس صاحب حق، وشعاره قائم في أي محفل، أو أبسط ظهور
” لا تُحاور ، لا تُناظر “. البيانات تُلجم هؤلاء المأجورين،
فتجد الصمت من البيت الملكي سياسة، ثم ديدنا للعقلاء. لا تصريحات عشوائيّة، ولا بيانات بالاجتهاد، ولا خروج عن النص. فكل من أساء للنادي الملكي يُشبه
كمن يستجير من الرمضاء بالنار .