شهدت العاصمة الإيطالية روما مظاهرات مؤيدة وأخرى معارضة للاتحاد الأوروبي يوم السبت.
وتوجه اتحاديون وقوميون وشعبويون ونقابيون وفوضويون إلى واحدة من ستة تجمعات حاشدة ومظاهرات.
تمت الدعوة إليها تزامنا مع الذكرى الستين لتوقيع معاهدة تأسيس الاتحاد الأوروبي.
وفي الوقت الذي عقد فيه زعماء الاتحاد الأوروبي السبعة والعشرون احتفالا مهيبا في روما تظاهر آلاف الأشخاص العاديين في الشوارع.
وكان بعضهم يلوح بعلم الاتحاد الذي يعاني الأزمات بلونيه الأزرق والذهبي وآخرون يرفعون لافتات تعبر عن الغضب.
وقال لوشيو باجاني وهو من القوميين “الآخرون يعارضون وينتقدون أوروبا بشدة. لكننا مع أوروبا بروح المعاهدة الأصلية. أوروبا حرة وديمقراطية.”
ومن المتوقع مشاركة نحو 30 ألف متظاهر في التجمعات المختلفة بينما تأهب نحو 5000 من أفراد الشرطة وقوات الأمن تحسبا لوقوع أعمال عنف.
وخلال مسيرة مؤيدة لأوروبا شوهدت لافتة مكتوب عليها “احتفظوا بهدوئكم وحبوا أوروبا.
وكتب على لافتة أخرى “حياتي ستسوء بدون أوروبا.”
لكن رسالة مختلفة للغاية سمعت في قاعة إحدى الجامعات بقلب روما حيث نظم حزب فراتيلي دي إيطاليا اجتماعا للتنديد بالاتحاد الأوروبي وللمطالبة بإصلاح جذري.
وقالت زعيمة الحزب جيورجيا ميلوني “تجربة الاتحاد الأوروبي انتهت بالنسبة لنا.
يتعين طي صفحتها وعلينا البدء في طريق جديد سويا هو اتحاد (كونفيدرالية) من دول حرة وذات سيادة.”
غضب من العملة الأوروبية
اعتادت إيطاليا أن تكون واحدة من أكثر الدول الأوروبية تأييدا للاتحاد الأوروبي لكن التأييد تراجع مع شعور الكثير من الأشخاص بالغضب تجاه العملة الأوروبية الموحدة.
التي يلقون عليها باللوم في التراجع الاقتصادي الذي شهدته البلاد منذ إطلاق العملة في 1999.
وعبر بعض الأشخاص أيضا عن استيائهم من تدفق أكثر من نصف مليون مهاجر منذ 2014 .
واتهموا الاتحاد الأوروبي بالتقاعس عن مساعدة إيطاليا في التعامل مع الوافدين.
وانتشرت في أنحاء المدينة ملصقات تحمل وجوه المستشارة الألمانية انجيلا ميركل والرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند ورئيس المفوضية الأوروبية جان كلون يونكر مكتوب عليها “الكثير جدا من المهاجرين؟.إنها غلطتهم.”
وأظهر استطلاع أجرته مؤسسة إبسوس ونشر يوم السبت أن 24 في المئة فقط من الإيطاليين يعتقدون إن الاتحاد الأوروبي جلب مزايا لإيطاليا .
في حين قال 44 في المئة إنه جلب مساوئ.
وقال نحو 75 في المئة من الأشخاص إن إيطاليا كانت مهمشة أو كان لها دور ثانوي داخل الاتحاد الأوروبي.
وقال عامل من باري يدعى سابينو دي رازا (52 عاما) ” نحن ضد الأشخاص الذين يحتفلون بأوروبا هذه التي خرجت للنور لتحقيق الرفاهية للجميع.
لكن في واقع الأمر لم تجلب سوى الفقر إلى جنوب أوروبا خلال السنوات العشر الماضية.”
وعلى مسافة لا تبعد أكثر من كيلومتر واحد رفع أنصار الاتحاد الأوروبي علما ضخما للاتحاد قرب معبد فيستال فيرجينز الروماني القديم في حين دوى النشيد الأوروبي لبيتهوفن “نشيد الفرح” عبر مكبرات للصوت.
وقال اسكتلندي يعيش في إيطاليا منذ 1970 ويدعى أندرو ماكميلان “خدم والدي في الحربين العالميتين وأصبحت حياته بائسة بسبب الحرب.
(أنا) ولدت قرب نهاية الحرب العالمية الثانية ومنح الاتحاد الأوروبي ،ليس من خلال القوة، الاطمئنان.”
وانضم بريطانيون أيضا إلى المسيرة المؤيدة للاتحاد الأوروبي ووصفوا تصويت بريطانيا العام الماضي لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي بأنه كان مؤلما.
وقال روسيل أوينز (51 عاما) ويمتلك شركة لتوزيع الصحف في زغرب وينحدر في الأساس من ليفربول “إذا كنا نقدره فعلينا أن نقاتل من أجله (الاتحاد الأوروبي).”
وشارك آلاف الأشخاص أيضا في مسيرة يوم السبت في وسط لندن للاحتجاج على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وذلك قبل أربعة أيام من إطلاق رئيس الوزراء تيريزا ماي بدء عملية الانفصال الرسمي من الاتحاد الذي انضمت إليه بريطانيا قبل 44 عاما