جدة ــ البلاد
احتفل العالم امس باليوم العالمي للمرأة ، وشكلت المناسبة لدى المجتمع السعودي نقطة انطلاق لتحقيق المزيد من المساواة في الحقوق الإنسانية الأساسية بين الجنسين، على قرار مجتمعات ما تزال في طريق سياسة التمييز، مع ما يعني ذلك من تهميش وعنف وإقصاء للمرأة، وعدم تمكينها من أبسط حقوقها الاجتماعية.
فالصورة في المملكة تختلف تماماً، فقد استطاعت المرأة تحقيق العديد من المطالب والمكاسب، التي تم تتويجها قبل سنوات بإقرار الحقوق السياسية، وتمكينها من شغل وظائف مهمة في اعلي الهرم الوظيفي.
وحظيت المرأة السعودية باهتمام كبير في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وتبوأت مكانا يليق بها وفق تعاليم الشريعة السمحاء ,وفي إطار ما لديها من قدرات كبيرة مكنتها من الحصول على مواقع فاعلة في بنية المجتمع، فقد اتسعت دائرة التعليم وبلغ عدد الخريجات حتى الآن اكثر من (81203) خريجات ما بين درجة البكالريوس والماجستير والدكتوراة وتجاوز عدد الطالبات المستجدات في الكليات الجامعية الى ما يقرب من (28980) طالبة هذا اضافة الى ما يقارب من مليوني فتاة بالمدارس المختلفة.
ومنذ البيعة المباركة وحتى الآن برزت العديد من الاسماء النسائية في مختلف المجالات العلمية والطبية والادبية لتقدم الى العالم صورة مشرفة عن المرأة السعودية. والنماذج التي سنقدمها هنا تأكيد حي على المكاسب والمنجزات التي حققت وتحققت للمرأة السعودية في هذا العهد المبارك.
وفي مجال الابداع الادبي برزت اسماء كثيرة في مجالات الرواية والقصة والشعر وادب الاطفال والفن التشكيلي فهناك: اميمة الخميس وبدرية البشر وسارة الخثلان وثريا العريض وقماشة العليان ورجاء عالم ود. فاطمة المحسن واشجان هندي وفاطمة القرني وشادية عالم وحميدة السنان وبدرية الناصر وزهرة بو علي ومنيرة موصلي وصفية بن زقر، مريم الغامدي، لطيفة قاري.
واسماء كثيرة عديدة كان لها دورها وانجازاتها في مجالات الابداع الفني واستطعن ان يصلن بأعمالهن الى خارج الوطن ليشاركن في مسيرة التنمية والرخاء.
وشهدت المملكة العربية السعودية في الاعوام الاخيرة نجاحًا مذهلًا للمرأة في جميع المجالات العلمية المختلفة، والتي برزت في عام 2016 لتتمكن المرأة من وضع بصماتها بقوة داخل المملكة وخارجها بتميزها العلمي والعملي.
وقد صدر الكثير من القرارات في المجالات الحياتية كافة، منها ما كان متصلاً بشكل مباشر بدعم دور المرأة في المجتمع، ومنها ما كان ضمن منظومة المؤسسات الحكومية والأهلية بما ينعكس على عمل المرأة بشكل إيجابي، حتى أصبحت المرأة السعودية تشغل مناصب عليا في الوظائف العامة، وأصبحت شريكاً مهمًا في الكثير من الهيئات والجمعيات الأهلية: كالغرف التجارية، والأندية الأدبية، وجمعيات الخدمات الاجتماعية.
وفيما يلي استعراض لدور المرأة في مناح مختلفة في حياة المجتمع السعودي:
في مجال التعليم
شهدت عهود ملوك المملكة العربية السعودية منذ عهد الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود – يرحمه الله – دعماً كبيراً لتعليم المرأة السعودية، سواء داخل المملكة أو خارجها ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي.
وشهد عام 2008م وضع حجر الأساس لجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، التي تعد أول جامعة حكومية متكاملة للمرأة في المملكة. كما شهد عام 2009م تعيين معالي الأستاذة نورة الفايز بمرتبة نائب وزير لوزير التربية والتعليم لشؤون البنات، وهي أول سعودية تشغل هذا المنصب.
وفي إطار سياسة وزارة التعليم المتعلقة بتأنيث الوظائف التعليمية القيادية وفق الهيكل التنظيمي الجديد للوزارة، فقد استحدثت الوزارة بعض العمادات في إطار فصل المهام لتيسير المهمات وتحديد المسؤوليات لضمان سرعة الإنجاز، وعينت خمس عميدات في مناصب قيادية في وكالة كليات البنات التي تضم 102 كلية في مختلف مناطق المملكة.
في القطاع العسكري والدبلوماسي
تم استحداث أقسام للنساء في القطاع العسكري مثل الجوازات والسجون، وكذلك قسم نسائي في الدفاع المدني ومكافحة الحرائق. وجرى توظيف النساء في السلك الدبلوماسي، وهناك سعوديات يعملن في سفارات السعودية في كندا وواشنطن، إضافة إلى مشاركة المرأة السعودية في معظم الوفود الرسمية لتمثيل المملكة في المحافل الدولية.
في المجال السياسي
خطت المرأة السعودية خطوات وثابة نحو المشاركة السياسية، وشهد العام 2005 تعيين 6 مستشارات غير متفرغات في مجلس الشورى، وفي عام 2006م صدر قرار بزيادة عددهن إلى 12 مستشارة بالمجلس، بدون أحقية التصويت.
وفي عام 2011م أعلن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- دخول المرأة السعودية عضوة في مجلس الشورى، ومنح حق الانتخاب لها في مجالس البلدية بوصفها مرشحة وناخبة، وبذلك تكون المرأة السعودية قد دخلت مجال العمل السياسي للعمل في صنع القرار وتنفيذه.
وفي 12 ديسمبر 2014م صدر الأمر الملكي بأن تكون المرأة عضواً يتمتع بالحقوق الكاملة للعضوية في مجلس الشورى، وأن تشغل نسبة 20% من مقاعد العضوية كحد أدنى.
ويضم مجلس الشورى الحالي في عضويته 30 امرأة من أصل 150 عضواً هم مجموع أعضاء المجلس. كما أقرت مشاركة المرأة في الترشح والانتخاب لعضوية المجالس البلدية اعتباراً من دورة عام 2015م.
في المجال الاقتصادي
شهد عام 2004م أول مشاركة للمرأة السعودية في انتخابات أعضاء مجالس الإدارة في الغرف التجارية، وخطت المرأة السعودية خطوات مطردة في هذا المجال حتى وصلت إلى منصب نائبة لرئيس إحدى الغرف التجارية الصناعية بالمملكة. بل تجاوز الامر ذلك بكثير،فقد تم موخراً انتخاب اول امراة رئيساً لمجلس ادارة السوق المالية السعودية “تداول” هذا بخلاف ادارة كبريات المؤسسات المالية والاقتصادية
تنظيم عمل المرأة
صدر أمر ملكي في عام 2010 بالموافقة على الخطة التفصيلية والجدول الزمني للحلول العاجلة قصيرة المدى والحلول المستقبلية، لمعالجة تزايد أعداد طالبات العمل من خريجات الجامعات، وطالب الأمر الملكي وزارة العمل باتخاذ الإجراءات اللازمة لتنفيذ هذه القرارات.
وقد أصدرت وزارة العمل ثلاثة قرارات وزارية تخص تنظيم عمل المرأة في محال بيع المستلزمات النسائية، إلى جانب قرار وضع الاشتراطات الخاصة في توظيف النساء في المصانع، وقرار آلية احتساب عمل المرأة عن بعد في نسب توطين الوظائف “السعودة”.
وفي تقرير وزارة التخطيط 2010-2014 وضعت الوزارة مجموعة من السياسات لتقوية المشاركة الفعلية للنساء، كان أهمها تخصيص قسم نسائي خلال عام واحد في كل مصلحة حكومية لتوظيف النساء ومراجعة معاملاتهن.
في الأحوال الشخصية والقانونية
شهد عام 2007 صدور توجيه ملكي لوزارة العدل بإنشاء محاكم تعنى بقضايا العنف الأسري، وقد وافقت وزارة العدل في العام نفسه على دراسة مشاركة المرأة القانونية للعمل في الاستشارات القانونية فقط، وإعطائها رخصاً للعمل في مكاتب خاصة في هذا المجال.
وشهد عام 2000 إطلاق وزارة الشؤون الاجتماعية لأول حملة رسمية ضد “العنف الأسري”؛ لتعريف المجتمع بأهمية الحملة ومخاطر العنف الأسري والوقاية منها. وتخرجت أول دفعة من الطالبات في تخصص القانون من كلية الأنظمة والعلوم السياسية بجامعة الملك سعود في عام 2009، وعددهن 49 طالبة.
كما تأسست في عام 2011م أول جمعية نسائية خيرية، وتم إنشاء أول حاضنة للمحاميات السعوديات.
في مجال الطب والعلوم
تميزت المرأة السعودية في مجال الطب والعلوم، وقدمت عدداً من الاختراعات المميزة. وقد حصلت الدكتورة خولة بنت سامي الكريع العنزي، كبيرة علماء أبحاث السرطان بمستشفى الملك فيصل التخصصي، على وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى عام 2010م؛ نظير تحقيقها إنجازات بحثية عدة متميزة. وفي العام نفسه، نالت الطبيبة الاستشارية أروى بنت علي السيد، وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى؛ تقديرًا لجهودها في إنجاز علمي جديد باكتشاف الخلل في الجين المسبب للانتفاخات اللثوية.
في مجال “الحوار الوطني”
أصبح للمرأة السعودية مشاركات فعالة في “الحوار الوطني” من خلال عقد المنتديات، وورش العمل والتدريب، ونشر ثقافة الحوار في الأسرة والمجتمع كله.