نزف القلم
شعر- مطر الروقي
علّ يا(نزف القلم) ماتنزف الا من جروحي
كم رويتك وانت عني مع مدى الايام راوي
مانزحت الا من الوحده لو اشقاني نزوحي
وماحضرت الا اتنفّس بك وانفّس بك واداوي
بحت لك وانت اقرب اللي يستثيره صوت بوحي
كل ماقالو غويت اقول انا شاعر وغاوي !
وش بقي ما اخذت من ذهني ومن تقسيم روحي
وانت عمرك ماكبرت الا مع كبار الهقاوي
كثر ماتوفي معي واوفي معك يكبر طموحي
اتفقنا واقتسمنا كل لحظه بالتساوي
عيبك انك كل ماحاولت تستر لي وضوحي
قلت لك ماعاد لك حيلة مع القلب الهواوي
وكل ما حاولت عن طرق الهوى تكبح جموحي
قلت ما تقدر وانا بين الحنايا ذيب عاوي
وكل ماحاولت تثنيني وتقصر في شبوحي
طالت الخطوه ورى الخطوه على درب الرجاوي
الصروح اللي مشّيدها على الغيمه صروحي
ما تعبت الا على حلمى وتحقيق المناوي
من مدادي جيت تقطف لوعة سهادي ونوحي
ماوردت ولا صدرت الا من العد الرهاوي
علم اللي يعشق التغريد هذا الدوح دوحي
وازرع الصدر الرحيب ويعشب القلب السناوي!
فتيلة مسرجة
رؤية – د.عبدالعزيز الطلحي
النص الذي يبدأ بالقلم ، لا يشير إلى مجرد تسويد ورقة بنص ، إنه في الحالة العامة تحول من الشفاهية إلى التدوين ، ومن الفناء إلى الثبات النسبي ، ومن البكارة والفطرية إلى العقل الذي يحيل اللحظة أو الحالة الخاصة إلى قسمة متساوية بين ما يليق بالخط والثبات وبين ما يخبو في السطر لا يدركه إلا فاعل اللحظة أو الخبير بشعريتها .. في الثبات ستر وغموض وصروح وحلم يتنامى .. ومن وراء ذلك حكايات نزح ونوح ووجع هو زيت وفتيلة مسرجة يراها الكل ويستضييء بها المكان وتتبدد بها الظلمة دون أن يشعروا بألم الاحتراق ووجع اللحظة التي كان البيت الختام كفيلا بها حين يكون (الصوت) التغريد باللحظة عشقا ورحابة وحياة قلب!
ألق شاعر
رؤية – نايف السميري
في هذا النص انطلق الشاعر من فكرة مخاطبة الدلالات الاقدر على استنطاق الشعور ك(القلم) للقيمة العالية للدلالة هنا وإرتباطها بالانسان والشعور ليدلف بعدها الشاعر إلى فضاءات نصه من خلال صورة جميلة عندما مزج بين الوحدة والنزوح ليأخذنا إلى صورة شعرية اخرى متفردة غير مستهلكة عندما قال: (وش بقي ما اخذت من ذهني ومن تقسيم روحي) ليجعلنا في الختام نؤجز هذه الرؤية في مقولة : (ان هذا النص اتى في مجمله رائعاً وبدعياً وجسد وعي وألق الشاعر).!
حوارية عميقة
رؤية- خالد الطويل
في النص حوارية عميقة جدا تمكن الشاعر أن يديرها ويحيكها ببراعة الفنان بين (القلم وجروحه النازفة).ورغم أن العلاقة كانت طيلة أبيات النص تتبوصل هذه (الثنائية) إلا أن صوره الشعرية المتنوعة جعلتنا أمام فضاء يترامى بالمعاني والدهشة فما أن تمسك صورة سرعان ما تبددها أخرى دون أن يفقد النص حواريته التي يتكئ عليها من أول شطر.أخيرا قدم الشاعر سيرته مع الشعر وفلسفته موشياً نصه بقدر من المفردات والتراكيب التي تدل على ثراء ونفس شفيف وبصمة خاصة.