لم يعد خافيا على أحد أهمية السياحة واهتمام دول العالم من شرقه إلى غربه بها , لأنها تعد من أفضل القطاعات الاقتصادية التي تهيئ عددا كبيرا جدا من الوظائف , وتشكل موارد جيدة للدول التي تحرص عليها .. بعد أن حولتها إلى صناعة بلا دخان . حيث دخلت بلدان بقوة في هذا المجال لكسب المزيد من السياح على مدار العام .

ومنها دول كبرى لديها العديد من الموارد الأخرى , لكنها حرصت على المنافسة لاجتذاب السياح إليها وتحريك اقتصادها بصورة أفضل , وإفادة أكبر عدد من سكانها . بل أصبحت السياحة تمثل مصدر الدخل الأول والرئيس لبعض دول العالم كونها تضخ أموالا هائلة .. حتى أن دولة مثل فرنسا تستقبل ما يزيد عن ثمانين مليون سائح في العام الواحد . وهذا يعطي الدلالة الأكيدة على نجاح تلك الدول في صناعة السياحة كنجاحهم في بقية الصناعات .

ولأن بلادنا التي هي أشبه بقارة بمساحتها الجغرافية المتسعة تمتلك الكثير من المقومات الرائعة بتضاريسها المتنوعة ومناخها المختلف , وما يوجد على أرضها من جواذب طبيعية وتاريخية وتراثية تؤهلها لأن تكون من الدول الجاذبة للسياح , لاسيما وأنها تحتضن البيت العتيق والمسجد النبوي الشريف التي تهوي إليها أفئدة جميع المسلمين . وهذه من الخصائص الفريدة التي لا تتوفر لبلد آخر غير المملكة .

والجميل أن الدولة أدركت هذا الأمر وإن كان ذلك متأخرا .. إلا أن الجهود سبقت الزمن وبدأت ترسم ملامح المستقبل السياحي بشكل أجمل . ومن يطلع على المنجز خلال الفترة القصيرة يعلم أن الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني نجحت إلى حد كبير في خطواتها العملية لتنفيذ استراتيجياتها بصورة واعية .. من منطلق حرصها الشديد على استثمار جميع المقومات وإيجاد الخصوصيات لكل منطقة .

ولعل الجولات المستمرة لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز الرئيس العام للهيئة على مناطق ومحافظات المملكة ووصوله إلى المدن والقرى وحتى الهجر التي يجد فيها بعض الخصائص الجيدة والبوادر الطيبة للعمل على استثمارها وتحقيق المنفعة الوطنية من خلالها , كل ذلك يؤكد الحرص والاهتمام لإنجاح وتطوير مشروع السياحة في بلادنا .

والأمير سلطان كما عرفه الجميع رجل علمي وعملي متمرس شكل صداقة دائمة مع النجاح والتفوق وعلاقة وطيدة مع التميز والتألق في كل المجالات التي يعمل فيها بحكم وعيه وجديته ,

مما انعكس على الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني لتكون متلازمة مع النجاح أيضا ولتصبح من أولى الجهات التي تمضي وفق خطط مدروسة بعناية وخطوات محسوبة بدقة في إطار استراتيجيات واضحة لصناعة السياحة النوعية النقية في المملكة بما يرفد الاقتصاد الوطني بكسب المستثمرين وجذب السياح والمحافظة على الكثير من الأموال التي كان يصرفها السعوديون للسياحة في الخارج , وإيجاد مئات الألوف من الوظائف المتاحة للشباب.

ولأن المهمة كبيرة جدا والمردود أكبر للوطن فإن الهيئة لا زالت بحاجة إلى المزيد والمزيد من الدعم الحكومي لاستكمال جميع الأفكار الناضجة التي ستجعل مدن المملكة وقراها مقصدا للكثيرين ليس من الداخل أو من دول الخليج فحسب بل من أكثر دول العالم , الأمر الذي يستحث كبار رجال الأعمال لتوجيه رؤوس أموالهم إلى الداخل للاستثمار السياحي وغيره في أجواء الأمن والأمان والاستقرار . فذلك يحقق مكاسب كبيرة لهم وخدمة عظيمة لوطنهم.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *