أنتونيو غوتيريس والأمم المتحدة

• أمين عبدالعزيز قاري

أليس من المفروض حين يتم ترشيح أو تعيين أي مسئول في جهاز ما أو في منصب قيادي أن يطلع على مهام الوظيفة الجديدة لكي يكون ملماً بما يجري على الساحة التي سيعمل فيها لتحقيق أهدافها ؟! أما أن يتم ترشيح أمين عام على هيئة عالمية تضم كل دول العالم تحت مظلتها ولا يعرف بعضا من أهدافها..

وما جاء على لسان الأمين العام للأمم المتحدة الجديد أنتونيو غوتريس في سياق مقابلة مع صوت إسرائيل باللغة العربية (إن الأقصى كان هيكلاً يهودياً) مخالفاً بذلك القرار الذي إتخذته منظمة اليونسكو وهي التابعة للأمم المتحدة التي اعتبرت أن الأقصى (تراثاً إسلامياً خالصاً ولا دخل لليهودية)، ألا يعلم حين تم إنشاء هيئة الأمم المتحدة على يد قادة دول العالم في سان فرانسيسكو قد وضعت أهدافاً منها:المحافظة على السلام -احترام حقوق الإنسان -المساواة بين الدول والاعتراف بحق الشعوب في تقرير مصيرها.

وإذا أردنا المحافظة على السلام.. فلا داعي أن نثير حفيظة أحدهم على الآخر كقوله أن الأقصى هيكلاً يهودياً يا أخي قل خيراً وإلا فصمت.. واطلع على ثقافة الآخرين حتى تكون عادلاً في المساواة بين الدول.

إن تصريح الأمين العام وفي هذا الوقت بالذات هو دافع لمن تعهد بنقل السفارة للقدس وإنحياز تام لإسرائيل.. إذن دعونا نعرف أين هو احترام حقوق الإنسان.. أو ليس الإنسان الفلسطيني إنساناً له كامل الحقوق مثله مثل الآخرين من بني الإنسان.. أو ليس ذلك تجاوزاً لحقوق الإنسان حين يتم الإدعاء بأن الأقصى هيكلاً يهودياً..

أين ذهبت هيئة اليونسكو وأعضاؤها وما جاء في مؤتمراتهم واجتماعاتهم هل ذهبت أدراج الرياح؟ إن ما جاء في تصريح الأمين العام ما هو إلا تجاوز سياسي خطير وضرب بمصداقية الأمم المتحدة كهيئة أممية ألا يكفي إنحياز الولايات المتحدة الأمريكية وبعض من دول أوروبا في صالح ما تقوم به إسرائيل من اعتداء على المدنيين وبناء المستوطنات حيث ما شاءت أو اتفقت.

أين حق الشعوب وتقرير مصيرها أهو المصير المتمثل في ضعف طرف من الأطراف وقوة الآخر المدعوم بحق الفيتو وبظلم الظالمين ، لقد كتبت قبل عشر سنوات في جريدة الوطن السعودية لا أذكر رقم العدد أو التاريخ مقالا بعنوان (إعادة النظر في هيئة الأمم المتحدة) أعلنت فيه أن الهيئة ما دامت لا تقوى على تنفيذ قراراتها وفي ظل حق النقض اللامحدود من الولايات المتحدة الأمريكية

فإن إسرائيل سوف تستمر في إنتهاك الأعراف الدولية ولها أن تتمادى وبغطرسة كيف شاءت وقتل ما يحلو لها دون وازع من ضمير وأن هذه الحالة ما دامت الأمم المتحدة لا تقوى على تنفيذ قراراتها إذن يجب إعادة تحديد الأهداف إما بصرامة التنفيذ الفوري للقرارات أو إغلاقها أو إلغاء حق النقض لهذه الدول أو التصويت المرجح للدول الخمس 3 مقابل 2 مع إتخاذ القوة في تنفيذ القرارات على كل الدول وليس لدول على حساب أخرى.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *