أصمت أم أتكلم !
يشعر الكثيرين من الناس بالندم إما بسبب التحدث بكلماتٍ لو عاد بهم الزمن للوراء ما قالوها أو بصمتٍ لو تحدثوا به فى السابق لتبدلت الأحوال ! للصمت نوعان ، نوعٍ إيجابى ونوعٍ أخر سلبى
ولكن بين الصمت والكلام تقع الحيرة ، فهناك بعض المواقف التى تجعل الشخص يُستفز ويخرج عن شعوره وهنا يبدأ فى التحدث بكلماتٍ ستجعل الندم يصاحبه طوال العمر ، فمشاعر الغضب حينما تتحكم فى لسانِ الإنسان تجعله يقول بعض الكلمات التى إذا مر مئة عام أخر بعد قولها لن ينساها المُستقبِل لها ، فهناك بعض الكلمات مهما رحل غضب صاحبها لن تزول من ذاكرة الأخرين فالعلامة التى تركتها تلك الكلمات كانت علامة فارقة فى قلوبهم ومهما صمتنا بعد قولها لن تعود المياه لمجاريها فهى خرجت من لسان غاضبٍ كرصاصة إخترقت صدر من أمامها ، فلا عزاء الأن لقلبه الحزين سوى أن نصمت ونمضى بعيداً عن دروبه ، وهنا يجب أن ندرب أنفسنا على الصمت حتى لا نفقد من نحبهم وأيضاً حتى لا نتسبب لهم ببعض الجروح التى لا دواء لها فى قلوبهم ، لذلك يجب التحلى بالقليل من الصبر ونعلم أن ليس كل ما يقال يستوجب الرد عليه فأحياناً يكون الصمت من حُسن الكلام !
على الجانب الأخر هناك بعض المواقف التى تستلزم من صاحبها أن يسارع بالتحدث والبوح بها ، فعلى سبيل المثال إن وجدنا شخصٍ ما سيقع عليه الضرر أو يواجه أمامه مصير مجهول ونحن لدينا دراية وإدراك جيد بالحل الذى سينقذه من حيرته ووحدته ، هنا يجب أن نتحدث ونسارع لإنقاذه ، أيضاً هناك بعض الأوقات التى يجب نتحدث بها كالأوقات التى تكون بين الرجل والمرأة ، فأحيانا كلمة واحدة تخرج من الرجل فى لحظة غضب أو حزن تمحى تماماً كل تلك المشاعر لدى المرأة فهى كائن رقيق حساس للغاية تأثره الكلمات وتسعده حتى ولو كانت قليله ، فالتكبر على الأخرين ومعاقبتهم بصمتنا يجعلنا نحن من ندان بهذا الصمت القاتل ، لذلك يجب أن ندرك جيداً أن الصمت ليس فى كل الأوقات أمرٍ محمود والرد فى كل المواقف ليس شيئاً حتمىّ
التصنيف: