الحب عند بعض النساء أفعال وأقوال

نيفين عباس

لن أتحدث اليوم عن الحب المليئ بالأحلام الوردية وكلمات الحب والغزل، بل سأتحدث عن نساء مكافحات نماذج حينما دقت قلوبهن بالحب قالوا وفعلوا ما لم تستطيع فعله جوليت لروميو ولا عبلة لعنتر

هناك بعض النساء حينما تحب بصدق نجدها هى من تضحى ومن تتحمل مسؤوليات أكبر وأثقل من أن تتحملها النساء، على سبيل المثال نساء يستيقظن فى الصباح يعملن من أجل توفير حياة كريمة للأسرة فى ظل عجز الرجل وعدم قدرته على العمل

الأمثلة كثيرة ولا حصر لها أتذكر أننى شاهدت من وقت ليس ببعيد فى أحد البرامج بأحد الدول العربية زيارة أسرة أحد البرامج لسجن النساء فوجدت بعض النماذج من الساجينات فضلن أن يتم الزج بهن فى السجن بدلاً من أزواجهن

فى الواقع لفت إنتباهى هذا الأمر بشدة فكيف تختار إمرأة أن تقيد حريتها بين جدران السجون فى سبيل الحصول على حرية زوجها ؟؟ وعند محاورة المذيعة للسجينات بررن هذا الأمر بأنهن يحبون أزواجهن بصورة تجعلهن يوافقون على أن يتحملن توجيه تهمة إليهن ووضعهن فى السجن بدلاً من الزوج

لأن الزوج لم يحرمها من أى شيئ فى الحياة ولن يبخل عليها بشيئ ولكن شاء القدر أن يجعله يتورط فى قضية ما كى يؤمن لها حياة كريمة هى وأطفالها لذلك كان عليها أن تكون هى من يضحى من أجله لأنه ضحى بالكثير من أجلها

ومن النماذج الأخرى للسيدات بعض النساء التى يخرجن للعمل والإجتهاد بل وقد يصل الأمر ببعض النساء للعمل فى المهن الشاقة التى يشعر الرجال فيها بالتعب ومع ذلك يتحملن من أجل تخفيف الأعباء عن الزوج

فى أحد الدول العربية تعمل سيدة على سيارة من سيارة النقل الكبيرة التى تسافر من دولة إلى دولة لنقل البضائع هذه المرأة تعرض زوجها لحادث أدى إلى إصابته بالشلل وبين لحظة وضحاها تبدلت قصة الحب الكبيرة بينهم إلى قصة كفاح من المرأة فى سبيل راحة زوجها

الأمثلة كثيرة عن هؤلاء النساء فالمرأة التى تحب حقاً بقلبها لا تكترث لأى ظروف يضعها القدر بها بل تتأقلم عليها وتجاهد وتحارب من أجل حماية أسرتها، المرأة لا تنسى للرجل أى لحظة أغرقها فيها بالحب، الحب الحقيقى البعيد عن أى مصالح فالرجل وحده هو القادر على أن يجعل المرأة تصل إلى مرحلة التضحية بأى شيئ فى سبيل راحته

كما أن حب المرأة لا يسع الرجل فحسب بل يشمل أيضاً أطفالها فهى إن شعرت بالخطر نحو الأطفال قدمت كل سبل الراحة والحماية إليهم حتى لو على حساب نفسها

أتذكر إمرأة ضحت بأنوثتها بالكامل وقررت إرتداء ملابس الرجال لمدة 43 عام بل التحدث مثلهم وحتى المشى بخطوات يعتقد كل من يراها أنها رجل والسبب أنها لا تريد أن ينظر إليها أى رجل أخر بعد رحيل زوجها

وصبرت وتحملت أعباء الحياة حتى تؤمن مستقبل أطفالها حتى جاء اليوم الذى كُرمت به أمٌ مثالية وكرمها رئيس إحدى الدول تكريماً لدورها الأمومى العظيم وحبها الجم لأسرتها التى ترجمتها بأفعال يقف لها الجميع إحتراماً وتقديراً

هؤلاء النساء كنماذج تنازلن عن حريتهن وأنوثتهن من أجل الحب لأن المرأة حينما تحب تترجم هذه المشاعر إلى أفعال وأقوال فهى إن قالت أحب كانت صادقة جداً فيما تقول وإذا إستكملت كلماتها وقالت أنها على إستعداد لتحمل أى شيئ مقابل راحة من تحب فهى حقاً ليست أقوال

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *