مشكلتنا في العالم العربي أننا لا زلنا نعيش حياة متخلفة بكل معانيها، ولعل الخلافات الشديدة والصراعات العنيفة والفوضى العارمة والحروب القائمة وشلالات الدماء المسالة في أنحاء الوطن الكبير من الشواهد الحية التي تؤكد ذلك .

ففي الوقت الذي يهتم فيه العالم من أقصاه إلى أدناه بالتنمية والتطوير نجد بيننا من يسعى بقوة للخراب والتدمير.
فما يجري حاليا في العراق وسوريا وليبيا واليمن وغيرها يعطي الدلالة على أن الشعوب العربية تعيش أسوأ حالاتها عبر التاريخ بسبب المتربصين بنا . ومآسي شعوبها رغم الخسائر الهائلة والمتتالية في الأرواح والأموال والممتلكات ، والمستفيدون هم الذين يثيرون الخلافات ويحركون الحروب لمزيد من الاستنزاف لثرواتنا ولمزيد من المكاسب لهم ولمصانع الأسلحة في بلدانهم التي حصروا منتجاتها لإبادتنا والتجريب فينا.

فكل خطوة يقدمون عليها مدروسة بعناية لما يخدم مصالحهم ويحقق أهدافهم.. ذلك أن مطامعهم لا تنتهي ، فهم يحرصون تماما على أن تبقى الدول ترسف في أغلال الجهل والتخلف لتظل مسرحا للصراع الدامي بدوام الاختلاف والخلاف ! وتقديم مصالحهم على مصالحنا وبعض الدول يتم توظيفها لتنفيذ مخططاتهم السيئة وقد تكون جزءا من مشاريع التقسيم ، فكيف تحرم الدول نفسها من التقنية والتنمية وتتخلى عن العلم والأبحاث وتضيع القيم وتهمل الدين ، وتتقاتل كما يريدون ،

وعندما نبحث من حولنا نتساءل من صنع البغدادي ومن يدعم بشار ومن يقف خلف الحوثي وصالح ومن ومن ….يتأكد لنا بأن أعداء الأمة هم من يختلقون الأزمات ويرسمون طرق الانقسامات وسوف يستمر مسلسل الصراع ويستمر نزف الدم العربي حتى الوفاة مالم تكن هناك حالة إفاقة عاجلة من خلال الحكماء والنجباء والأبطال الصادقين الصامدين في تلك البلدان لتحطيم تلك الأصنام لتعود إشراقة الحياة من جديد بعد أن سادت حالة الحزن والألم جراء واقع مؤسف يستهدف استقرار المنطقة ودولنا والأمة.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *