جدة- شاذلي السر
ليس كغيره من وسائل التواصل الاجتماعي وتطبيقات التراسل الفوري اكتفاء بتحقيق غاية الامتاع من خلال التواصل الاجتماعي بين مرتاديه، بل اصبح التطبيق الأكثر تداولا في المملكة العربية السعودية مرتعا خصبا لمروجي المخدرات وناشري الرذيلة، بفضل ما يقدم سناب من خدمات تسهل على هؤلاء، مهمة الايقاع بضحاياهم، فثمة ارتباط وثيق بين تنامي ظاهرة الاتجار والترويج إلكترونيا للمخدرات وظهور سناب بميزاته المعروفة، وليس ثمة دليل يؤكد على ذلك من تكرار حالات الضبط للمروجين عبر التطبيق بواسطة الاجهزة الامنية، اذ بالكاد يمضي يوم دون ان تعلن الشرطة ضبط احد المروجين من خلال التطبيق، الامر الذي يجعل القضية تقوم مقام الظاهرة، وهنا يلزم منا الامر التعريف بعض الشيء عن هذه الممارسات بقية تركيز اهتمام الناس حولها ..
مسميات:
الفراولة، اللوز، البرتقالة، واكشنها “.. بتلك المسميات وغيرها من الحيل الشيطانية، يلجأ مروجو المخدرات إلى التغرير بالشباب وصغار السن واستدراجهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، للإيقاع بهم في براثن الإدمان، ويستهدف مرجو المخدرات عبر هذه المسميات وبطرق احدث من ذلك الشباب السعودي عبر شتى وسائل التواصل الاجتماعي.
ويلجأ المروجون لهذه الحيل والمسميات بحسب الخبراء لارتباطها ذهنيًّا في عقول الشباب بـإدخال “السعادة والأنس ونسيان الهموم، أو اللذة في الطعم والمنظر أو القوة والنشاط والإغراءات”.
ضبط:
بالكاد يمضي على الناس يوم دون ان تعلن الجهات الامنية وفرق مكافحة المخدرات الايقاع بأحد مروجي المخدرات عبر تطبيقات التواصل والاجتماعي، فبالأمس القريب تمكنت الجهات الأمنية المختصة بمكافحة جرائم الاتجار بالمخدرات وترويجها من تحديد هوية عدد من المتورطين في الترويج للمواد المخدرة، والتشجيع على تعاطيها عبر شبكة التواصل الاجتماعي (snapchat) وتحت شعار “أكشنها”، وذلك من خلال قيامهم بنشر لقطات فيديو لنشاطاتهم الإجرامية في ترويج المخدرات وتعاطيها، وتشجيع الأطفال والأحداث على ذلك، وجرت مداهمة المتورطين أثناء وجودهم في استراحة بمنطقة الرياض، والقبض عليهم وعددهم 5 سعوديين، وضبط في حوزته 788 قرص إمفيتامين، و229 قرصا خاضعا لتنظيم التداول الطبي، و12 غراما من الحشيش المخدر، ومسدسين، و66 طلقة مسدس حيّة.
وأكدت الداخلية وفق ما صرح به المتحدث الأمني أن الجهات الأمنية قادرة على ضبط كافة أنواع النشاطات الإجرامية عبر شبكة الإنترنت، وتحديد المسؤولين عنها، والقبض عليهم لينالوا جزاءهم العادل، كما أهابت بالمواطنين والمقيمين المبادرة إلى الإبلاغ عن كل ما يرصدونه من نشاطات مخالفة لنظام مكافحة الجرائم المعلوماتية.
فرق مختصة:
ثمة تطور كبير قابل التقدم والاساليب التى يستخدمها المروجون في عرض سمومهم والترويج لها، فقد كشفت ادارة مكافحة المخدرات عن تشكيل فرق إلكترونية من رجال المكافحة في عدد من مناطق المملكة، وذلك لرصد ما ينشر في وسائل التواصل الاجتماعي من عمليات لترويج المخدرات أو التحريض على تعاطيها بأي شكل من الأشكال، وقال مساعد مدير عام مكافحة المخدرات للشؤون الوقائية، عبدالإله محمد الشريف، إن هذه الفرق ستتولى رصد كل ما ينشر في هذا الشأن، سواء كان ترويجاً أو إغراء للشباب لتعاطي وتزيين المخدرات في نفوسهم، مؤكدا رصد عديد من المروجين عبر وسائل التواصل الاجتماعي “تويتر، سناب شات، فيسبوك، باث، وتانجو” خلال الفترة الماضية من قبل الفرق الإلكترونية.
وذكر أن رجال المكافحة ضبطوا نحو 33 حسابا إلكترونيا عبر وسائل التواصل الاجتماعي يروجون للمخدرات ويدعون إلى تعاطيها، نتج عنها القبض على 42 متهما، وذلك خلال الثمانية أشهر الماضية.
وأشار الشريف، إلى أن نسبة كبيرة من المقبوض عليهم من مروجي وسائل التواصل الاجتماعي من الشباب، منوها بتعاون المواطنين والمقيمين في التبليغ على هؤلاء المروجين الذين يستغلون هذه التقنيات في إغراء الشباب وصغار السن.
وأكد تحويل كل من يحرض على تعاطي المخدرات في وسائل التواصل الاجتماعي، أو يقوم بنشر أي معلومة إيجابية عنها والتغرير بالشباب إلى هيئة التحقيق والادعاء العام.
وأفاد بأن مكافحة المخدرات في المملكة تجد كل الاهتمام من ولاة الأمر، وأن الأجهزة الأمنية وبدعم الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات، حققت نجاحات باهرة في حربها ضد المخدرات، لافتا إلى أن المشروع يهدف إلى وقاية المجتمع من المخدرات ويتوافق مع “رؤية 2030” في حماية المجتمع ووقايتهم من آفة المخدرات، ويستمر تنفيذه إلى أربع سنوات قادمة كمرحلة أولى.