خاص / صحيفة البلاد

السبت 21 محرم 1438

لا شك أن لقب مطلقة هو لقب قاسى لم تسعى له المرأة يوم إلا وكانت مجبرة على تحمل هذا اللقب وعواقبه

وليس ذلك فحسب، بل تتحمل المرأة المطلقة أعباء هذا اللقب من المجتمع أكثر من أى شخص من محيط أسرتها

وكأنها أجرمت وتحاسب على جُرمها مرتين، مرة فى حياة زوجية بائسة ومرة من مجتمع ذكورى قاسى

تعانى المرأة العربية تحديداً أشد معاناة مع المجتمع بعد الطلاق

فالكل متخيل انها إمرأة غير مسؤولة ومستهترة ولا تقدر الحياة الزوجية ولا تستطيع أن تبنى منزل

فى حين أنهم يتجاهلون تماماً الرجل ودوره والذى بنسبة 90% يكون هو السبب الرئيسى فى طلب الطلاق

فمن غير المعقول أن تكون المرأة سعيدة فى حياتها الزوجية وتطلب أن “تخرب” منزلها بيدها، بل بكل تأكيد عانت أشد معاناة مع رجل متعدد العلاقات أو بخيل أو يقوم بضربها

أسباب الطلاق كثيرة ومتعددة وتتحمل المرأة الجانب الأكبر من رحلة الظلم وضياع الحقوق والكرامة

يقابل المجتمع الذكورى المرأة المطلقة على إنها إمرأة مطمع لكل رجل، وحتى فرصها بالعمل تبدأ فى الإنخفاض

وحتى فرصها فى الزواج لأن المجتمع يرفض أن يتزوج الرجل من إمرأة مُطلقة وكأن هذا اللقب وصمة عار على المرأة

وليس ذلك فحسب، بل يقع الظلم أيضاً من جانب النساء وليس المجتمع الذكورى فحسب

فنجد أن الصديقات يبدأن فى الإبتعاد تدريجياً عن الصديقة المطلقة خشية أن “تخطف” زوج إحداهن

وكأنها لا تعيش فى الحياة إلا كى تتزوج وتخطف زوج هذه وتلك، ولا تدرك حجم الألم والمعاناة التى تشعر بها المرأة المطلقة

وصدمتها النفسية تجاه الرجال والتى لن تذهب بسهولة، لأنها مرت بتجربة قاسية وتتحمل عواقبها حتى بعد وقوع الطلاق

ويستمر المجتمع فى إضطهاد المرأة المطلقة والنظر إليها على إنها إمرأة سهلة المنال أو تحتاج إلى الرجل أشد إحتياج لأنها مرفوضة من المجتمع وتحتاج لحمايته

وإن وجدت وظيفة على سبيل المثال نجد مضايقات من مديرها بالعمل أو زميل لها أو حتى خارج نطاق العمل نجد الجار والعالم المحيط بها يضايقها أشد ضيق

فلماذا هذه النظرة ؟ وإلى متى ؟ ومتى ستتغير ؟

الحديث عن المرأة المطلقة فى المجتمع قد يحتاج إلى عشرات المقالات وليس مقال واحد فقط

ولكن يجب أن يعىّ المجتمع أن وقوع الطلاق ألم كبير على قلب أى إمرأة فرفقاً بها ولا تحاسبون المرأة على شيئ لم تختاره إلا بعد رحلة كفاح فى سبيل الحفاظ على المنزل

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *