الفريق المنافس

الكل تأهب لهذه المباراة ، مشجعون من كل حدب وصوب ، لافتات تغطي الأفق ، أعلام ورايات ، تصفيق وهتافات ، حماس هنا ، وتوتر هناك ، أعين قلقة وأعين تترقب ، هكذا كانت الجماهير بعد أن أخذت أماكنها في المدرجات ، وما إن نزل الفريق الأول للملعب حتى ضجت الأرجاء بالصيحات ، فاهتزت على أثرها كل أركان الملعب .

انتظرت الجماهير نزول الفريق المنافس ، ثم طال الانتظار ولا أثر لأي فريق آخر !! وفجأة يطلق الحكم صفارة البداية ! مزحة بلا شك !! هكذا كنا نظن !! إنما الأمر في غاية الجدية !! ولا يوجد من لديه تفسير لما يحدث ! الكل يتساءل ماذا حل بأعراف كرة القدم وقوانينها ؟ هناك بلا ريب خطأ ما ! لكن ليس منا من يعلمه ، كل ما نعلمه الآن ونشاهده أن هذا الفريق منهمك في اللعب ! يركض في طول الميدان وعرضه بكل حماسة وبسالة !! لكن بمفرده ومن دون منافس !! أما الجماهير فسرعان ما تحولت هتافاتهم إلي صرخات تفوح منها رائحة الوجوم والامتعاض ولسان حالهم : أوقفوا هذه المهزلة . لكن لا مجيب ، المباراة مستمرة رغم أنف الجميع !!.

استوقف الإعلاميون أحدهم ، يبدو أنه المسؤول عن جميع الأندية ! سأله ماذا حدث ؟ ولماذا المباراة من فريق واحد ؟ أين الفريق الآخر ؟ فتبسم الرجل للمشاهدين وقال : لا وجود لشيء اسمه آخر !! كل الفرق شطبت ، اكتشفنا أنها لا تفهم كما يفهم هذا الفريق !! ولأننا المسؤولون والمراقبون والأكثر دراية بما يمتع الناس ، فقد قررنا بألا نسمح لأي فريق آخر التواجد ضده ، فهو من الآن وصاعداً الفريق الوحيد الذي يمثل الجميع دون استثناء ، ولأنه يمثل الجميع دون استثناء فمن المعيب أن نسمح لفريق آخر يباريه ، فلربما تسبب ذلك في خسارته ، هل تريدون أن يخسر فريقنا الوحيد ؟ إن هذا مما يلوث سمعتنا ويهدد وحدتنا ويحط من قدرنا .. لذا إن كنتم تريدون مشاهدة مباريات في هذا الميدان فهذا من سيقدمها لكم .. وإن أردتم فريقاً تشجعونه وتهتفون باسمه فليس أمامكم سواه ، لقد سمحنا له باحتكار اللعبة والملعب واللاعبين وذلك فقط من أجلكم .. لإمتاعكم بالانتصارات دائماً ، بل هذا وعد شرف .. طالما هذا الفريق بلا أي منافس فلن ترونه مهزوماً أبداً !! شجعوه ؛ فالمحتكرون لم يسبق أن هزمهم أحد ، إنه فن لا يجيده الكثيرون ، فقط هذا الفريق وبعض الشركات.

@ad_alshihri
[email protected]