مشعل الحارثي

صباحك اخضر يا وطني يا رمز هويتي ونبض شراييني.. وانت الساكن ما بين الرمش والرمش وفي الروح انت المهجة والنقش والمسافة ما بين الوريد الى الوريد.. صباح من فخر وعزة وسيادة وريادة وعزم وطموح.. صباح كاخضرار سنبالك المشرقات ونخلاتك الباسقات وجبالك الشاهقات وشموخ الصحراء وما بها من اباء وعلياء، صباحك اخضر وانت المقام والقوام.. وموطن الفضل والشجاعة والاقدام.. ومنتهى الكلام وما خطته الاقلام .

صباحك اخضر يا وطني عندما تكون تاجاً على الرؤوس والقاً في النفوس.. وعندما تكون الكينونة والمكان والفعل والزمان والقوة والصهوة الهوى والنوى القدر والقدر الصولة والجولة الرزانة والرصانة الحبر والورق الطوق والطريق وملامح الفجر الجديد.

صباحك اخضر يا وطني ونحن نصغي اليوم الى حديث التاريخ وهو يسرد فصوله بإسهاب وانسياب فنذكر اجيال اليوم بمحطات ومراحل من سفرك العظيم، ونستذكر البطولات وقصص الرجال الافذاذ، وملحمة ذلك الرجل المسمى (عبدالعزيز ال سعود) الذي غادر ارضه مرغماً معدماً فعاد اليها مع ثلة من الرجال فاتحاً فانتشلها من الضياع والجور والطغيان ومن الجهل والباطل والبغي والعدوان وحولها بصدق العزيمة وقوة الحق والايمان الى اقدم وحدة عربية في تاريخ الشعوب المعاصرة فينهض ببناء مجتمع حديث ويقدم للعالم انموذجاً ملهماً وعلامة فارقة في بناء الاوطان .

صباحك اخضر ياوطني الممتد في الزمن منذ اكثر من مائة عام وانت لم تتوقف عن العطاء والبناء والنهوض بأبنائك فاقمت الصروح وجددت الطموح، فازهرت الدروب واخضرت القلوب بعد ان صاغ الموحد عقدها وبنى بالعزم والحزم مجدها لتكون حاضرة الزمان ودرة في جبين التاريخ .

صباحك اخضر يا وطني وانت في ظل المشهد العربي والعالمي المتغير وما يحيط بك من ازمات وتحديات بقيت راسخاً شامخاً شموخ الجبال لا تنثني امام كل ريح عاصفة ولا تأبه لنعيق الناعقين وحنق الساخطين وطمع الطامعين، ملتزماً بأصالتك وقيمك النبيلة، متمسكاً بمبادئ دينك الاسلامي القويم دين التسامح والرحمة والحب والعطاء، دين العمل والوفاء والعدل والمساواة، فكنت وستظل بمشيئة الله منارة في هامة الدهر وللأمن والرخاء عنوان .

صباحك اخضر يا وطني ونحن نزداد اليوم فخراً وعزاً ورفعة بفعل رجالك الابطال المرابطين على الحدود الحامين للثغور، وما قدمه شهدائؤك الابرار الذين جادوا بأرواحهم ودمائهم الزكية لتستمر المسيرة المباركة وتبقى يا وطني وطن الاحرار ومنبع الازدهار، فلك منا الفداء وصادق الولاء مع صوت كل مؤذن يعلو بالنداء، ومع اشراقة شمس كل يوم تهدينا الى رب السماء، ولشهدائك الاخيار صادق الدعاء.

صباحك اخضر ياوطني يامن تجاوزت خيراتك الحدود وعم جودك كل مكلوم ومكروب فكفكفت دموع اليتامى والثكالى.. وازرت المنكوبين.. واعطيت المحرومين.. وناصرت المظلومين.. وبسطت يدك بالخير العميم والبذل الجزيل لسيادة حضارة انسانية ينعم بها الجميع في ظل مظلة وارفة من الامن والسلم والسلام .

صباحك اخضر يا طني ونحن نعيش معك اليوم وفي ظل قيادة حكيمة وقدرات شابه مسيرة جديدة بنبض متجدد تتألق فيه الرؤى الاحلام ، وتتسابق فيه الطموحات والآمال لمستقبل رغيد ولتظل دوماً وابداً الاصل والفصل، الموئل والمنزل، القبلة والمقلة، الصورة والاسطورة، الصوت والصيت والحصن الحصين، ولتسير بنا مرددا اغنيات المجد المجيد والماضي التليدً متطلعاً للغد الرغيد والعهد العتيد بخطى ثابتة وعزم اكيد، وكل عام والوطن بألف خير.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *