جدة _البلاد
غيرت التكنولوجيا مفاهيم كثيرة اعتاد عليها المسلمون في الحج منذ ما يزيد عن مئات السنين، وغزت تلكم التقانات في السنوات الأخيرة مناسك الحج، فمن الحجاج من اعتمد على خدمة نظام تحديد المواقع لتوجهيهم، ومنهم من وثق الشعائر الدينية عبر صور “السلفي” فيما أجاب الأئمة على الاستفسارات عبر تطبيقات الهواتف الذكية، وفي المشاعر المقدسة تجد حجاجًا ينكبّون على هواتفهم يقرأون الأدعية أو يطّلعون على مناسك حجهم، عبر تطبيقات خصصت لذلك، وهذا ليس إلا جزء بسيطا من التقنيات التي أعانت ضيوف الرحمن على مناسك حجهم. الأساور الإلكترونية:
ولأول مرة هذا العام أطلقت وزارة الحج والعمرة الأساور الإلكترونية لتحديد هوية الحجاج ومساعدتهم في حفظ بياناتهم مثل جواز السفر والتأشيرة، وكذلك أماكن تواجدهم خلال مكوثهم في المملكة كما سيكون ارتداؤها من قبل الحجاج الذين لا يتكلمون العربية أمراً بالغ الأهمية، حيث إنها مجهزة بنظام تحديد المواقع GPS، ومقاومة للماء. وستمكن منظومة الحج والعمرة في المملكة، من استدعاء كافة المعلومات والبيانات الموجودة عن الحجيج، بواسطة جميع أنواع الهواتف الذكية أو الآيباد، من خلال تطبيق متاح لجميع العاملين في مجال خدمات ضيوف الرحمن من منسوبي وزارة الحج والعمرة، وكذلك منسوبي القطاعات الأخرى الأمنية والخدمية.
خرائط:
أما تطبيقات الخرائط، فقد وفرت وقت كثيرين، فالخروج من مخيمات منى إلى مبنى الجمرات والعودة إليها أمر ليس بالسهل، خصوصا للجدد في المشاعر المقدسة، وبسبب الأعداد البشرية الهائلة في المكان. ضيوف الرحمن وجدوا في خرائط غوغل حلا لهذه المسألة، إذ يقوم الحجاج بحفظ الموقع الجغرافي لمخيمهم في منى أو للمكان الذي دخلوا منى فيه، ثم يتبعون اللوحات متجهين إلى مبنى الجمرات، والاعتماد على غوغل في رسم مسار العودة إلى الموقع الذي تم حفظه قبل الانطلاق.
حل كهذا بدا ضروريا جدا، في التوجيه وتجنب المسارات الخاطئة، التي تعني خسارة ساعات من المشي في بقعة يجتمع فيها أكثر من مليونين ونصف المليون حاج في اليوم الواحد.
وخلال التنقل بين مشاعر الحج المقدسة، وهي المسجد الحرام وصعيد عرفة ومزدلفة ومنى، يجد الحجاج في تطبيق الخرائط دليلا في التنقل بينها ومعرفة المسافة والوقت اللازم لذلك، عدا عن إمكانية تحديد القبلة عبر التطبيق في حال كانت الإشارات لها غير متوفرة.
الموقع:
ومن أكثر الاستخدامات للتقنيات الجديدة إفادة، ميزة مشاركة الموقع، فبسبب الزحام الخانق فإن تفرق الجماعات خلال أداء المناسك أمر شاهدناه كثيرا والحل الذي اعتمده بعض الحجيج هو إرسال الموقع الجغرافي عبر تطبيق الخرائط لزملائهم ليستهدوا به ويصلوا إليهم. ذلك الحل يوفر عشرات الدقائق من الاتصالات الهاتفية والتوجيهات التي لا ينفع كثير منها في أرض يغطيها البشر ولا تظهر ملامحها بشكل واضح كما شوهد عدد من حجاج بيت الله الحرام، وكذلك الفرق التنظيمية، يستخدمون ألواحا كهربائية مزودة بعجلتين للتنقل عبر المساحات الواسعة للمشاعر.
وسائط المناسك:
ومع موسم الحج أطلقت عدة تطبيقات، منها أشرفت عليها جهات حكومية ، لمساعدة الحجيج في أداء مناسكهم والإجابة على أي استفسارات شرعية.
وأطلقت اللجنة الإعلامية للتوعية الإسلامية في الحج تطبيقا إلكترونيا باسم “وسائط المناسك”، لتمكّن الحجاج والمعتمرين من الاستفادة من المواد التوعوية في أي وقت وعن كل مشعر من المشاعر المقدسة.
كما أطلقت مؤسسة البريد السعودي تطبيق “محدد المشاعر المقدسة” على أجهزة الهواتف الذكية، الذي يشكل بوابة خرائط رقمية لمناطق المشاعر المقدسة.
وكان مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل، أطلق تطبيق الحج الذكي الذي يعمل على تسهيل مناسك الحج على ضيوف الرحمن.