هذي ضيوفك يا إلهـــي تبتغـي

• محمد حامد الجحدلي

محمد حامد الجحدلي

في هذه الأيام حيث يفد إلى الأراضي المقدسة ، حجاج بيت الله الحرام من أنحاء العالم ، لأداء الركن الخامس من أركان الإسلام ، وما أن تطأ أقدامهم بلاد الحرمين الشريفين ، تمتزج مشاعرهم بالصدق والإيمان ، ونقاء الروح برؤية الكعبة الشريفة ، فمنهم من يصل لهذه الديار والأماكن المقدسة للمرة الأولى ،

ولنا أن نتصور تلك المشاعر الأكثر صدقا ، بهذه الحفاوة والرعاية الكاملة ، من قبل حكومة خادم الحرمين الشريفين ، الملك سلمان بن عبدالعزيز، حفظه الله ، والتوجيهات الكريمة الدائمة ، ببذل الغالي والنفيس من كافة الأجهزة الحكومية المعنية لراحة ضيوف الله ، في مناسبة عظيمة لا تتكرر في العام إلاَّ مرة واحدة.

فيا فوز من نال الرضا والقبول من الحي المعبود ، وعاد لبلاده مغفورا له تغمره السعادة والارتياح ، فهذا التمازج الذي يكتنف مشاعر الحجيج ، عند قدومهم وبعد فراغهم من أداء النسك ، يجسد الروح الإيمانية لدى كل فرد من تلك الملايين ، وتعكس أجمل الصور الخالدة في ذاكرة الإنسان ، في رحلة العُمر حين تزداد مشاعرهم كلما هزَّهُم الشوق إليها ، وقوفا عند كل مشعر من المشاعر المقدسة ،

تجول بخواطرهم في هذه الأماكن التي وقف عليها سيد الأنام ، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، في حجة الوداع مذكرا جموع الحجيج ، بهذه الشعيرة ومكانتها الدينية والمعنوية ، وبناء أسس العلاقة الإنسانية الصحيحة الذي يجسدها ذلك النسيج.

جاءوا طلبا في المغفرة والعتق من النار ، في مواكب منتظمة لهذه البقاع الطاهرة ، تمعن النظر فيما حولها من الأراضي المباركة ، ولتتمتع بالهدوء والسكينة والأمن والأمان ، بعد أن غادرت بلادها تاركة وراءها الأهل والولد والمال ، ترتشف عذب العبارات وجزالة الدعوات ، ترفع الأكف متضرعة بأن يمُنَّ الله عليها بعظيم الأجر ،

فهذه السويعات التي تفصلنا عن الصعود إلى مشعر منى في يوم التروية ، ومنها إلى صعيد عرفات والوقوف في يوم الحج الأكبر ، ومن ثم التوجه مع مغيب شمس ذلك اليوم الأغر إلى مشعر مزدلفة ، في طريقهم لرمي جمرة العقبة الكبرى ، فمهما بلغ وصفنا تبقى المشاهد راسخة بأذهان من أكرمه الله بأداء هذا الركن والنسك العظيم.

ترنيمة : ــ من قصيدة لأحمد شوقي
رفعوا الأكف وأرسلوا الدعوات
وتجـردوا لله في عرفـــــــــــات
شعثا تجللهم سحـائب رحمــــــة
غبراً يفيض النور في القسمـات
وكأن أجنحة الملائـــك عانـقـت
أرواحهـم بالبـر والطاعــــــات
هذي ضيوفك يا إلهـــي تبتغـي
عفـواً وترجو سـابغ البركــات.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *