شذرات

جادّة

في مكان وزمان غير معلومين بين فضاءت متداخلة، من حكايات السارد ، الذي لا تنضب كلماته، حتى تحترق آخر فتلة من ذبالة السراج، وانطفأ نوره، معلناً اختتام السمر، وانقطاع الهاجس المتدفق من نبع الحكي، الساري في قلبه.
أزيحت الستارة لدقائق معدودة، عن مسافات ممتدة بلا انقطاع، نحو أفق بعيد بلا نهاية.
سهوب خضراء، تتكئ بسلام على الجانب المنحدر بشدة، منذ آماد السنين، ثمة قصة حب منسية، بين طيب وساذج وفاتنة جميلة القد، تعاني الإهمال وعدم العناية.
تتوهج كبلورة ضوء انهدلت من أهداب الشمس، تتوقد مطولاً حتى يخفت توهجها، دون أن يهتم بحرارتها أحد، لتلقي بنفسها، مستسلمة لبرودة النسيان، على الأغصان المتهدلة على جوانب الجادة، التي لابد أن تمر بالقرب من كوخ خشبي صغير، يقف وحيداً، صامداً أمام طبيعة لا تنتظم في سيرورة عنيدة، وصخب دائم.
حالة خدر تنتابها أحياناً، لاسيما حين تتهيأ الكروم، لاستقبال الأنامل المتحفزة، لقطف العناقيد.
تعلم أنه خجول، وبالرغم من خجله يحبها، وتتعذب أكثر، لأنها اعتادت على السير في هذه الجادة، كل هذه السنوات دون أن تصل إلى نهاية سعيدة، لأي من خطواتها تلك.
ومازال الذي لم يكن في عجلة من أمره، يحدث نفسه متردداً، هل يخبرها بحبه، لتمضي الأيام راكضة، دون أن يحسم أمراً.
أما هي فتتحرى آملة في حدوث المعجزة، متطلعة إلى القمر عند إطلالاته الموقوتة، لعلها ترى نهاية لهذه القصة.
سعود آل سمرة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *