كان القمر جميلاً ليلة جالستهِ ؟
لا يشبهه قمر …
ولم تكن السماء ذات السماء . ولا انسام الريح ذاتها . كان قمرا بلون النور على هيأة ملاك ، وكانت السماء تبسط جناحا دفء لا بعده دفء ، وكانت الأنسام كلفحة برد بعد حر ، تراقصت لها ذرات الروح نشوة وطربا ،
وكان المكان قطعة من جنة لا تحدها الاتجاهات ولا الجهات ، قطعة تحمل ذاتها بأعمدة نبض ، كلما علا اتسعت …. و كان طفلي على ذراع شغفي يحتسي تفاصيلي قطرة قطرة …
كلما زاد الشغف ازداد عطشه … وكنت في حضرته قطعة ثلج تعارك نارا تستعر شوقا ، وكان الصمت ثالثنا
و كنا كطفلين حينا ، و أم و صغيرها احايين كثيرة ، لا الطفل فينا تسلق اعلى تلة الوله ولا الصغير مد اصابع لهفته لصدر امه
ولا هي تفطنت لصغيرها … أطعمته
كل الذي كان يشغل النبض هو الوقت ، وكيف لو اوقفه ، غير اتجاهه أو خنقه….
لحظة بعد لحظة … غابت الخطى لكن الشغف ولد من جديد ليرضع حلما كان …
فتحية عبدالرحمن بقة ـ الجزائر