عواصم – وكالات
ما إن تتقلص مساحة المواجهات والاشتباكات بين جيش الأسد المنتشر على مساحات واسعة من الأراضي السورية من جهة والمسلحين على مختلف انتماءاتهم من جهة أخرى حتى تعود جبهات أخرى للاشتعال.
ومع أن بعض الجبهات اتخذت طابع الاشتباكات المتقطعة أو طابع الكر والفر، إلا أن جبهات أساسية مثل جبهة حلب تليها جبهة حماة اكتسبتا صفة الديمومة القتالية مع منسوب مرتفع في حدة القتال وصل في كثير من الأحيان إلى تراجعات ملموسة لقوات جيش النظام لصالح تقدم المسلحين في هاتين الجبهتين، والعكس صحيح حين يتقدم الجيش ويبسط سيطرته على مواقع كانت تحت سيطرة المسلحين، وهذا الوضع يمكن تسجيله بشكل خاص على هاتين الجبهتين، أما ما يتعلق بواقع المعارك في جرابلس أقصى شمال سورية فإن الأمر بات مختلفا مع دخول الجيش التركي بريا وجويا وميدانيا على خط القتال لا بل إن القوات الخاصة التركية هي من يدير وينفذ عملية التقدم على الأرض المدعومة بسلاح الجو والمدفعية والدبابات وغيرها.
ونظرا لطبيعة الأهداف المرسومة من قبل تركيا لهذه العمليات فقد يصح القول بأنها خارج إطار الصدام المباشر بين الجيش السوري والمسلحين إذ تكتسب المعارك في تلك البقعة من الأرض السورية صفة خارجية فالمستهدف علنا من قبل درع الفرات التركية هو تنظيم داعش والمسلحين الأكراد الذين باتوا على تخوم الحدود التركية في حين يبدو المشهد الحلبي أكثر تعقيدا ومع خصوصية كل جبهة على حدة تبقى جبهات القطاع الغربي والشمال الغربي لسوريا والمقصود اللاذقية وحماة وحمص وأريافهم ذات دلالات هامة في سكونها وفي تفجرها.