كيف نبني دولة قوية عصرية مستقرة؟
محمد بن حامد الجحدلي
في نقلة تاريخية وحراك أدبي ثقافي ، لازالت تعيشه الأجواء المحيطة بسوق عكاظ في حلته الجديدة ، وهو ما حققه في دورته العاشرة لهذا العام ، وهذه النقلة التي أكدتها تلك الفعاليات ، وأعجب بها زوار هذه الاحتفالية الوطنية التي نفخر بها وبما حققته من إنجازات حضاشرية ، ويفخر بها كل من تمكن من حضورها شخصيا أو تابع فعالياتها عبر نقل حفل الافتتاح ، عبر شاشات التلفزيون السعودي والقنوات الفضائية المشاركة ، التي ساهمت بنقل هذا الحدث التاريخي ، وأثبتت من خلاله أننا نمتلك مخزونا فكريا وثقافيا وحضاريا ، يجاري العديد من الاحتفالات العالمية ، نُسِجَتْ بموروثنا الاجتماعي الذي لا يعرفه إلاّ من ولد على هذه الأرض الطيبة ، وشرف وساهم في تقديمها في صورتها الرائعة التي شاهدها الجميع.
ووقف من وراء تحقيق ريادتها وأبعادها المعرفية قياداتنا الوطنية بدءاً من أمير الثقافة وسمو المعرفة ورجل الإدارة الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة ، وبارك خطاها الملك سلمان بن عبدالعزيز عاشق الثقافة، حفظه الله ، ليسجل التاريخ إعجابه باللجان التنظيمية والكوادر السعودية ، من الأكاديميين والمهتمين بالجوانب الحضارية والقيم الثقافية التي تمثل خصائص الإنسان السعودي ، الذي وصل بها لهذا البُعد التاريخي بفضل الله ثم بدعم هذه القيادة وبصدق انتمائه لبلاده ، لتصل لمصاف دول نادي العشرين كما صرَّح سمو راعي حفلها نيابة عن المليك المفدى ، في ظل الدعم المعنوي والمادي الذي ينسجم مع ريادة الأعمال المعرفية ويواكب رؤية المملكة 2030 ، بزيادة حجم استثمارات رجال الأعمال السعوديين ، وتشجيع الشباب في الانخراط في هذه المشاريع الريادية.
تأتي هذه الانجازات طبقًا لمشاركة الجامعات السعودية ومخرجاتها ، في نوعية البحوث العلمية التي تجسد واقعنا الحضاري ، بحزم من البرامج التطويرية وفق متطلبات الرؤية وأهداف التنمية وخططها المتتالية ، بما يخلق زيادة فرص الابتكار والإبداع الراقي وتوظيف الخريجين من جامعاتنا وطلاب البعثات الدراسية ، برؤية جديدة وتخصصات نادرة يتزايد الطلب عليها نظرًا لحاجة السوق المحلي ، في مرحلة أكثر جدية تقبل التغيير وترفض الجمود الفكري ، وترحب بالتنافس الشريف بين المبدعين من أبناء الوطن ، فنحن أمام متغيرات جذرية تفرضها ظروف المرحلة ، كأبرز التحديات الراهنة التي تُعد جوهر العمليات التنظيمية والمعرفية ، في ظل توسيع نطاق الدائرة الثقافية والمجتمعية ، لأكبر قدر من جيل الشباب والتصدي للبيروقراطية ومعوقات التنمية وأهمها الخوف من المغامرة لبعض رجال الأعمال ، والمشاركة بمشاريع سياحية تشجع الإقبال لزيارة هذه الاحتفالات.
التصنيف: