ملامح صبح

هدوء نسبي ..(يسكنه طفل)

عوسج

نصف القصائد حلم والنصف الآخر ذكرى..هكذا تُصنف المشاعر لنرى الشعراء ينسجون نصاً موشى بخيوط من الذهب مكثفاً بالصور المختبئة في زوايا عقل المبدع،فتارةً يختزل ذاكرته الممتلئة بالأفراح المتخمة بالأتراح لينسج بأحرف من سحر طفولته الغضة بضحكاتها المشرقه فالطفولة هي الشمس التي تظللنا بسناها الدافئ وتضمنا بيدها الحانية،وتارةً يعبر عن أحلام ذلك الطفل المدلل،ولهذا كلما فُتِح باب الذكريات تجدنا نبتسم دون أن نشعر ففي داخل كل منا طفل وحيد يتيم لايشبهه أحد ولا يراه أحد يسكن أجسادنا المنهكة حتى إذا ما أحتجنا الشعور بالبراءة والسعادة استحضرنا هذا الطفل الذي يحتاج العناية والرعاية،المتشبث بلحظات اللاوعي دون أن يتأثر بهذا الزمن المتكلف والفكر المتخلف..فحين كنّا صغاراً لم نكن نعرف الكتابة ولانجيد التعبير فقط كنّا نعبر بإبتسامة أودمعة وحين يكون أحدنا أكثر جرأة يستطيع تركيب جملة غاضبة أو عبارة مضحكة.ولكننا كبرنا وبقيت تلك الذاكرة الصغيرة تسكن أقصى الجسد لنعبر عنها ونحكيها ونسترسل في الحديث عنها حين نصبح شعراء..لذلك لاتجد شاعراً مبدعاً إلا وقد مثُل أمام القاضي الفتي الذي بين أضلعه فكتب كبيرا مالم يكن يجروء على كتابته صغيراً..يقول غاستون باشلار(الطفل يرى بعين كبيرة،بعين جميلة،والتأملات نحو الطفولة تعيدنا إلى جمال الصورة الأولى)..
همسة:
‏بعثرت كينونتي ماعشت أناسني
خليت فيني دلع طفل وشقا شايب
مليت أقلك حكي ماتحفظه عني
تعبت أضمك وطن بإحساس ياغايب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *