البوسفور يضيء سماء تركيا
محمد بن حامد الجحدلي
أثبتت الديمقراطية التركية إنها صمام الأمان ، لعُمق التفاعل بين الحكومة والشعب ، لهذا كان رد الشارع التركي بعودة الشرعية إلى موقعها الطبيعي ، فالإرادة المنبثقة من الإيمان الصادق ، يُولد قناعة بأن العمل مرتبط بمخافة الله ، لهذا نجح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ، أن يتجاذب مع حب شعبه وصدق مشاعرهم ، لصالح ثرى الوطن وحضارته العريقة ، فبناء الثقة بينه وبين شعبه من أهم مقومات كاريزما شخصيته السياسية ، التي انتهجتها إدارته في عهد ولايته ، بالرغم من التآمر ومحاولة قلب نظام الحكم التي أحيكت ضد بلاده مؤخرا ، فكان الثمن باهظا بالدماء التي أريقت ليلة القضاء على ذلك التمرد ، والساعات العصيبة التي مرت بها الجمهورية التركية ، كدولة لها وزنها في محيطها الإقليمي والدولي ، بشهادة خبراء الإعلام والسياسة ، حيث كانت أنظار الجماهير التركية والشعوب والحكومات المناصرة لقضايا العدل وحماية حقوق الإنسان ، تترقب خطاب الرئيس أردوغان على التلفزيون الحكومي ، في الوقت الذي تعذر ظهوره إلاّ عبر تطبيقات Face time ، حين أمسكت به يد مذيعة قناة CNN Turk ، ببادرة أمل لجموع الشعب التركي المحتشدة ، التي اكتظت بهم الشوارع والميادين في كل من أنقرة واسطنبول ، وبقية المدن التركية المؤيدة للشرعية , لتُضاء أنوار جسر مضيق البوسفور من جديد بتلك الكلمة المقتضبة والحاسمة ، لمواجهة المتمردين وحماية الديمقراطية ، فكان الانتصار الذي طالما دافع عنه الشعب التركي ، مقابل تلك الدماء البريئة التي استبيحت بالميادين والشوارع العامة ، والتي عمل من أجلها الرئيس المنتخب أردوغان طيلة فترة ولايتيه ، كرئيس للوزراء أولا ومن ثم رئيسا للدولة ، ويعتبر جسر مضيق البوسفور من المعالم البارزة الذي انتهى بناؤه في سبعينات القرن الميلاد الماضي ، الذي يصل بين جزئي اسطنبول الأوروبي والآسيوي ، ووصف نهره الشاعر معروف الرصافي بطبيعته الساحرة والخلابة كأجمل الأماكن التي تغنى بها الشعراء ، وكتب على ضفتيه كبار الروائيين العديد من الروايات التي ترجمت لعدة لغات عالمية .
ترنيمة : ــ من قصيدة للشاعر التركي يونس أمره
قطّعَ بَردُ الشتاءِ الأَوْصالَ ،
وهبّتْ نسائمُ الربيع العليل من جديد.
وفجأة ، لفّت رحمةٌ شاملةٌ المكانَ ،
وقدم الصيفُ المبارك من جديد .
فاكتسى العالم من خزائنه خلعا جديدة ،
ووَهب النباتَ حياة جديدة.
التصنيف: