جامعة المؤسس والزيارة التاريخية

• محمد حامد الجحدلي

محمد بن حامد الجحدلي
لم تعد الأرقام في حد ذاتها تمثل هاجسا أمام وعي المجتمع ، لاسيما إذا كانت النخب الثقافية والأكاديمية هي المحك الرئيس ، في قيادة وقياس مستوى الإنجازات العلمية ، فجامعة الملك عبدالعزيز بجدة ، استطاعت بتوفيق الله ثم بدعم حكومة خادم الحرمين الشريفين ، الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله ، رجل الثقافة الأول وراعي العلم والعلماء.
أذكر منذ زمن بعيد إبان فترة إمارته لإمارة الرياض ، وفي حديث له يحفظه الله ، عبر قناة التلفزيون السعودي الأولى ، عندما قال بتواضع الكبار : ( أنا خريج مدرسة الحياة ) ، وكان جيلي في ذلك الوقت يردد هذه المقولة ويزداد فخرا بها ، من رجل ولد لكي يكون مثقفا ومدرسة للحياة ، ونموذجا يعي دوره وتاريخه الوطني ، وأذكر جيدا في بدايات الثمانينيات الميلادية ، وفي صيف كل عام عندما يحمل إرث الوطن في كفتيه ، محلقا به في عدد من المدن والعواصم الأوروبية ، ومنها دولة اسبانيا ذات التاريخ العريق ، الذي يُعد سمة من سماتها التاريخية والحضارية ، كان معرض ( المملكة بين الأمس واليوم ) نموذجا حيا لتاريخ الوطن ، بأبعاده ومراحله الحضارية ونتائجه الإيجابية ، ليس على مستوى المملكة فحسب ، وإنما على مستوى دول العالم ذات الاهتمامات المشتركة ، وكان لي على المستوى الشخصي ، بعض الرصد الصحفي لتلك الإنجازات ، في هذه الجريدة على وجه التحديد وفي صفحة البلاد مع التحية ، أعود اليوم مستذكرا قراءة التاريخ ، ومهنئا جامعة الملك عبدالعزيز وكافة منسوبيها طلابا وطالبات وأعضاء هيئة التدريس بهذه الزيارة التاريخية ، مفتخرا كوني أحد خريجيها بكلية لآداب قسم علم الاجتماع .
إن هذه الإسهامات التي حققت نموا معرفيا ونوعيا ، شكل مجموعة من الأهداف الإستراتيجية لتكون جامعة رائدة ، ومؤثرة في مجتمعها واستثمارها لإمكانياتها وعقول علمائها ، التي تقف وراءها إدارة أكثر تجانسا مع وكلاء الجامعة والعمادات وأعضاء هيئة التدريس ، لأجدد التهنئة للأستاذ الدكتور عبدالرحمن بن عبيد اليوبي ، مديرا الجامعة المكلف بهذا الانتشار في عدد من فروع الجامعة في المحافظات التابعة لمنطقة مكة المكرمة ، وقبل ذلك إشرافها على عدد من الجامعات الناشئة في مناطق المملكة ، وما ذلك إلا نتيجة للدعم اللامحدود من قيادة المملكة في تشجيعها للعلم وطلابه في أرجاء الوطن الغالي ، حقا إن وزارة التعليم ومعالي وزيرها الأستاذ الدكتور أحمد العيسى ، وفي هذه الفترة الزاهية في تاريخ العمل الأكاديمي إنما يؤكد أن صناعة الفكر أنما هي رسالة وطنية وحضارية .

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *