الجمعية السعودية للمطاعم المتميزة ( اقتراح )

• عبدالرحمن آل فرحان

طيب ما دام سوق المطاعم في السعودية من أكثر الأسواق نمواً في العالم العربي وبحجم استثماري يلامس ١٧ مليار دولار بحسب ما نشرته جريدة الشرق الأوسط العام الماضي ، فما الذي يمنع من انشاء هيئة أو جهة أو (جمعية للمطاعم المتميزة في السعودية) تتواكب مع هذا السوق المتنامي وتكون تابعة لهيئة السياحة كون الأخيرة أقرب المعنيين بتوفير كل ما من شأنه تنمية عناصر الجذب السياحي في البلد ، خاصة وأن لها تجربة شبيهة فيما يعرف بقطاع الإيواء السياحي ، كل ما هنالك فقط إنشاء قطاع آخر يسمى قطاع المطاعم لا يهتم بشيء سوى تنظيم المطاعم الراغبة في الانضمام للجمعية أعلاه وتقويمها بما ينعكس على جودة وتنافسية ما تقدمه من خدمات غذائية ، بمعنى تقوم بوضع حزمة من المعايير القياسية كتلك المنظمة لقطاع الإيواء السياحي ، ولتسمها مثلاً ” معايير التميز ” ، الفرق أنها ليست جبراً على كافة المطاعم ، فقط المطاعم التي لها رغبة في التميز عن بقية المطاعم ، أما المطاعم التي لا ترغب فهذا شأنها وبإمكانها الاستمرار في عملها ، فالمغزى ليس قطع رزق أحد بقدر التمييز الجاد بين المطاعم الجيدة والأخرى غير الجيدة ، فإذا ما تقدم أحد المطاعم بطلب الانضمام لقائمة التميز يصبح لزاماً عليه استيفاء المعايير المطلوبة ومن ثم تمنح درجته على إثر ذلك ، هذه الدرجة يتم التعبير عنها بالنجوم من واحد إلي ثلاثة أو خمسة نجوم ، توضع بشكل لافت أمام المدخل كل بحسب اجتهاده وفق تلك المعايير ، وبالطبع فإن قائمة التميز ليست دائمة إنما يجب تحديثها كل ثلاثة أو أربعة أشهر من السنة ، فالمطعم الذي يحصّل على نجمتين في فترة ما من العام الجاري مثلاً ، فمن الممكن خلال الفترة التقويمية التالية أن يرتقي لمستوى النجمة الثالثة ، أو يتقهقر للنجمة الأولى أو ربما يخرج من القائمة كلياً ليحل محله مطعم جديد وهكذا ، وكل ذلك يتم نشره في دورية ثلث أو ربع سنوية تصدرها ( الجمعية السعودية للمطاعم المتميزة ) ، بحيث يتم توزيع هذه المجلة في المطارات والفنادق وداخل الطائرات أولاً بأول ، لتكون بمثابة إعلانات تجارية وسياحية لتلك المطاعم من جهة ، ومن جهة أخرى توظف كخدمة سياحية للسواح في كافة أنحاء المملكة ، صدقوني .. لو تبنت هيئة السياحة هذا المقترح لرأينا انقلاباً ضخماً في سوق المطاعم السعودية ، خاصة الجيد منها التي تشعر بالسوء حيال مساواتها في الوصف والتعامل مع بقية المطاعم الأدنى منها ، خاصة حينما تشتمل نجمة التميز على رزمة من التسهيلات الإدارية لدى الجهات الحكومية كوزارتي العمل والتجارة مثلاً ، هذا فضلاً عن الفائدة التي قد تعود على العملاء والصناعة السياحية بعمومها جراء احتدام المنافسة في هذا القطاع الهام والحيوي ، على كلٍ .. هذا الإجراء معمول به في معظم البلدان الأوروبية ، وبإمكان هيئة السياحة الاستفادة من تجارب تلك الدول إذا ما أرادت فعلاً توظيف التنافس بين المطاعم بما يخدم مهامها التنموية للقطاع بأكمله ، لكن علي تذكيرها قبل كل شيء بالحرص أيما حرص على تجنيب مهام هذه الجمعية داء المحسوبيات المقيت ، فالمجاملات إن دخلت للفكرة من الباب فوالله أن كل فائدة ذكرناها هنا ستلقي بنفسها من الشباك فوراً .. وكأنك وقتها (يابو زيد ماغزيت) .

@ad_alshihri
[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *