حدثني ثقة !! وانعدام الثقة

• عبدالرحمن ال متعب

عندما كان يرد لفظ ثقة فهو بمثابة التأكيد على صحة ما يقال من سياق الكلام او رواية قصة ما على لسان شخص غير موجود ولكن لثقة المتحدث به نقل كلامه.
للأسف أصبحت الثقة مطية لرواد وسائل التواصل الاجتماعي بمختلف اشكالها فتجد العبارة حدثني من اثق فيه او حدثني ثقة تسبق القصص التي لا تعقل والتي ربما كانت سيناريو لأحد أفلام الخيال العلمي . ثم تنتشر كقصة وعظ وحكمة للآخرين عبر هذه الوسائل وعبر مروجي الكذب والإشاعات.
في هذا بحث الشوكاني هذه المسألة في احد مؤلفاته فأجاد وأفاد قال رحمه الله: اختلف أهل العلم في تعديل المبهم كقولهم: حدثني الثقة أو حدثني العدل، فذهب جماعة إلى عدم قبوله ومنهم، أبو بكر القفال الشاشي والخطيب البغدادي والصيرفي والقاضي أبو الطيب الطبري والشيخ أبو إسحاق الشيرازي وابن الصباغ والماوردي والروياني. وقال أبو حنيفة يقبل، والأول أرجح لأنه وإن كان عدلاً عنده فربما لو سماه كان مجروحاً عند غيره.
فإذا كان الأعَلاّم لم يقبلوا بهذا اللفظ فكيف بناء اليوم مع زخم هذه الوسائل الاجتماعية ونقلها لكل غث وكذب ثم ينسب الى الثقة. أصبحت هذه الوسائط او الوسائل بيئة خصبة لذوي التأليف الكاذب بسبب وجود المروج لها بكل بساطة وسذاجة لم يعد الغالبية العظمى من مستخدميها يبحث عن الحقيقة او صحة ما وصله ولكنهم يكتفون بتدويرها وتحويلها من مستخدم الى اخر ومن وسئلة الى اخرى . وهي احد أسباب انهيار الثقافة العامة والبقاء في دوامة الغباء المكتسب وقد يَصْبح متوارث في مابعد..

twitter:altanomy

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *