(من تعلومهم) إلي إصلاح التعليم

• عبدالرحمن آل فرحان

العنصر الأبرز المصاحب لخبر إعفاء وزير التعليم السابق الدكتور عزام الدخيل ( صاحب كتاب تعلومهم ) وتعيين الحالي الدكتور أحمد العيسى ( صاحب كتاب إصلاح التعليم ) خلفاً له هو عنصر المفاجأة ، إذ لم يكن في الأفق ما يشير لمثل هذا القرار لا من قريب ولا من بعيد ، الأمر الذي أحدث حالة من الحراك غير المسبوق داخل أقنية التواصل الاجتماعي تحت وسوم مختلفة كانت الانطباعية عنوانها الأبرز والقاسم المشترك فيما يخص الوزيرين ، وبغض النظر عن فحوى تلك الانطباعات إلا أن اللافت في الأمر أن معظمها أتت معبرة عن مكنونات أصحابها  فقط دونما اعتبار لحاجات المرحلة وتحدياتها ، أو بمعنى حاجات التعليم لدينا التي لا أخالها فارقت ذهن صاحب القرار الملك سلمان يحفظه الله منذ أن تولى دفة قيادة البلاد ، وهذا هو الفرق بين من يرى الأمور وفق عاطفته المحضة وبين من يراها وفق معطيات الواقع وتطلعات المستقبل ، وأنا هنا لا أحاول القفز على قدراتي وحدود معرفتي بمحاولتي تبرير الإعفاء وتسويغ التعيين ، فما أنا سوى قارئ للموقف لا يقل انطباعية عن غيري ولا أزيد عنه في الموضوعية ، أطرح هنا رأيي فقط ، فعزام الدخيل كان بلا شك نجماً لامعاً وصاحب كاريزما قيادية أنيقة ومنفتحة على الجميع ، لكنه في اعتقادي سابق لمرحلته ، لذلك كنت أشعر أنه من المصلحة أن يستلم زمام الأمر من لديه القدرة لنقل التعليم من مرحلته الراهنة للمرحلة التي يمكنها أن تتواءم مع بساطة الدخيل وإدارته اللا مركزية ، فالمرحلة كانت بحاجة ماسة للخبرة أكثر من أي شيء آخر ، والتي لا أظن ألا أحد يختلف معي في أنها قد اجتمعت في الوزير الجديد الدكتور أحمد العيسى ، فهو بالمقاربة لما كان قد أعلن عنه في كتابه الأبرز ” إصلاح التعليم في السعودية بين غياب الرؤية السياسية وتوجس الثقافة الدينية وعجز الإدارة التربوية ” والذي قرأت أنه متاحاً الآن في معرض جدة للكتاب الأجدر في حمل أكبر حقائب الدولة الوزارية هذه الأيام ، عطفاً على تجاربه الأكاديمية من خلال جامعة اليمامة وكلية التقنية ومدارس الرياض ، وعطفاً على أطروحاته الغائرة في تعقيدات الهم التربوي العام ، لكن السؤال الآن..ما الذي يمكن أن يقوم به خلال هذه المرحلة ؟ يقول ” جون لويس : لكي يشق المرء طريقه عبر أرض غير مألوفة فإن ذلك يتطلب خريطة ما ”  فأي خريطة لدى العيسى اليوم سيما في ظل ما نعيشه من تجاذبات فكرية وثقافية على الساحة الاجتماعية يمكنها أن تحقق مقاصد إصلاح التعليم ولا تؤلب عليه خصوم ” وسطي بلا وسطية ” ؟ إنها مهمة شاقة بلا شك .. لكن يكفيه بعد توفيق الله ثقة الملك الكريمة التي لم تكن قطعاً خبط عشواء ، إنما عن دراية وعلم ومعرفة بما لدى هذا الرجل من إمكانات وقدرة ومفاتيح من شأنها أن تحرك العجلة وفق تطلع القيادة وبما يحقق الخير في المستقبل القريب بإذن الله ، نحن واثقون بمن وثق به “سلمان الحزم” وداعون له ولسلفه ولكل من حمل أمانة خدمة هذا البلد بدوام بالتوفيق .

@ad_alshihri
[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *