الأخيرة

الرجل الذي يقيس قبل الغطيس

•• له من صفات البحر غموضه.. وصفاه.. وجبروته فهو يشكل خلطة جميلة من مميزات البحر..فهو من اولئك الذين يأتون الى قضايا المجتمع بكل وضوح وعنفوان.. ذلك العنفوان الذي اكتسبه من جذوره – البحرية – فهو أتى من تلك السلالة التي لها مع البحر تاريخ ومشوار.. فقد دبغت ملوحته اجسادهم فأكسبتهم قوة الاحتمال لكل طوارئ الزمن.. فهم يجدون في حارة البحر وفي اشعة الشمس وهجاً يبصرون به الحياة بكل الوانها فلا يتوقفون امام اسودها بل يمضون الى البياض فيها.. اعطتهم رطوبة – جدة – تلك اللزوجة التي ما ان تهب نسمة من جهة ذلك البحر التي تتخلل رواشين حارة البحر حتى تشعرهم بالراحة الفائقة فتتلقاها أجسادهم المنهكة فتنعشها وتعطيها تلك الحيوية النشطة.
لديه قوة – الشكيمة – في الدخول الى تلك القضايا التي تحيط بالمجتمع يدخل اليها بكل ما لديه من صدق.. لا يعترف باللون الرمادي فالألوان لديه لونان ابيض واسود في كل القضايا فبقية بقية الالوان لها استخدامها في مجالات أخرى حسب تركيبتها في الشكل الجمالي وموقعها المكاني وليس في التمويه في الوصول الى الحقيقة.. والتمتع بالحرية والجمال.. والتمسك بالأخلاق.
***
بدأ مشروعه – الحياتي – بالبحث عن كل شروط النجاح فوجدها في الصدق .. فاتخذه سبيلا.. وفي المنافحة عن كل أمر يراه حقاً فيعطيه اهتمامه.. فأعطاه قوة الحضور بل وجاذبيته.. فالنجاح من أسسه الصدق والوضوح في المعاملة.. والنزول الى اهتمامات بل وخصوصيات العامل لديه دون حساب الفارق الوظيفي بينهما كل ذلك اتى من تلك القيم التي تربى عليها وجعلها منهج حياته العملية.
عندما تراه تشعر كأنك تشاهد واحداً من اولئك – الغلاظ – في تصرفاتهم لكنك تفاجأ عندما تقترب منه بانه يقطر تفهما كابن بلد أصيل وهو على استعداد في الدخول في كل ما يراه غير واضح لديه يدخله لكي يكتشف ما خلفه ويتحقق منه بنفسه أي لا يترك للآخرين املاء ما يريدون من أقوال.. ان تلك صفة من صفات “النزهاء” التي يتصف بها هو كأحد الرجال.
***
له في كل مجلس يحضره الصوت العالي في ابداء وجهة النظر التي يؤمن بها ويدافع عنها حتى لو كانت صادمة للآخرين.. يقولها بكل وضوح.. وهو واثق مما يقول ومؤمن به انه كواحد من اولئك ابناء “الحارة” الذين يتزينون بعبق ما يحملونه من مروءة وبهاء.
ان النجاح لكي يتحقق لابد ان يكون منطلقاً من نجاح الانسان مع نفسه أولا وفي خطواته الاولى التي يخطوها بكل مهارة دون اغفاله لتلك المقولة الحكيمة التي تقول..
“قيس قبل الغطيس”.
إنه ذلك القادم من حارة البحر برز ذلك عنده بحرصه على اقتناء كل اجهزة حياتنا القديمة في شبه متحف في منزله فيعطيه عبق تلك الحياة التي عاشها في ظل اسرة لها من مكونات الحياة العريقة والعتيقة اصفاها انه رجل الأعمال حسين حسن ابو داود.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *