ذهبت لداره بعد مرات متكررة من الغاء الزيارة! كلانا مشغول في زمن كثرت فيه الالتزامات والمتطلبات.. كلانا ينظر لنفسه على انه إنسان عائلي بكل ما تعنيه الكلمة من إيثار وسهر على راحة الأقارب والأحباب (اقصد انشغال الفرد بأهل زوجته وخيلان أطفاله والعكس صحيح مع إنشغال الزوجة بأهل زوجها وحمويها الخ).
ما أن تمت زيارتي لصديقي القديم حتى تفاجأت بكمية الكتب المتكئة على أكتاف بعضها البعض على عروشها الخشبية! لم أعلم أنه من محبي القراءة! وقد يكون من هؤلاء الذين يقتنون الكتب لأجل الوجاهة…. حتي سنحت الفرصة…وذهب صديقي لإعداد القهوة وإحضار الضيافات والتشريفات… وبدأت رحلتي في معاينة وفحص عشرات الكتب التي تحتوي على قصاصات ملونة بين طياتها تشرح وتلخص الأبواب والفهارس.
وفي ركن المكتبة.. رأيت صندوق خشبي صغير يرقد بسلام على أحد الأرفف! فأيقظته من سباته خلسة… قبل مجئ صديقي لأجده ينضح بخربشاته الكتابية ومسوداته الورقية التي سأقرأ عليكم بعضها الآن.
مشاكنا كثيرة وهمومنا أكثر…. الفساد تعدى مرحلة المراهقة بعد أن كان يحبي على أربع… وأصبح قادراً اليوم على رسم سياساته بكل وقاحة.. ثم تطبيقها على ارض الواقع دون خجلٍ أو إستحياء! أبواب كبيرة في أدوار عالية تخرج عن نطاقات تغطية نزاهة أو أختها رقابة.
من بعض خطوطنا الحمراء نعاني.. ولكن من يجرؤ ان يسأل أو يتسائل…. حي تسمع صرخاته مقذوف غريق، او مكسور بمطرقة رقيب، ولن ينفعه عندها حبيب أو قريب.
أفكارنا باتت معلبة! والخروج عنها قد يحتاج إلى شمعة! رسالة إلى العالم مفادها أننا نملك الحقيقة…. مع أننا نعيش على ما توصل إليه فاقد تلك الحقيقة! الزمن لن ينتظر تجاوزنا مرحلة البلوغ! والنور قادم من بعييييييد! ولازلنا نحاول تخفيف حدته (ع الأقل)!
هل كانت مجرد غفوة؟ نسمع عن قبحها أمام جمال تاريخنا؟ أم إنحلاله مقارنة بسمو قيمنا؟ تخلفه حال الكلام عن تحضرنا؟ أم أن جهله يذوب بين أنهار علومنا؟ وحكمنا بكفره وفساده حتي يقرر الرجوع إلينا؟
ثم كانت صحوة تذعن بدخول عصر النهضة! حاولت الذهاب لبعيد… ولكن الظلام كان أقوى شاهرا سلاح السوداوية! رفعت صوتي فأنتم إخوتي.. لم أفهم تلك اللغة ! صرخت أين النور؟ فنحن لا نملك إلا الشموع! المحيط أصواته مخيفه وصرخاته مرعبة…. أسمع الكثير ولكن لا أحد في الصورة! خطواتي القادمة إلى أين؟ مرتبكة تبحث عن المجهول ذاك هو المستقبل! سأسقط حتماً.. ولكن هو الأمل.. لولاه لأكملت غفوتي.

Twitter @ALBilad123

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *