الإنسان ملك الكلمة التي لم يقلها

• علي محمد الحسون

•• تقول القاعدة الأمنية.. إذا ما اُرتكبت جريمة – ما – إذا لم تعرف مرتكبها اسأل عن المستفيد منها لتعرف أول الخيوط للوصول الى الفاعل الحقيقي لها.. وهذا من شروطه يمنعك من اطلاق التهم يميناً وشمالاً لأنك عندها سوف تدخل في دوامة لا تجعلك قادراً على الرؤية الصحيحة لمعرفة الفاعل الحقيقي الذي يكون خلف تلك الجريمة.. فكم من جرائم حدثت ولم يصل المحققون الى من هو خلفها لأنهم منذ البداية لم يضعوا السؤال الأول.. من المستفيد من هذه الجريمة؟
هذا ما يجري فيما حولنا من أحداث وكثير منها تسجل ضد مجهول.. لهذا اثبتت التجارب لدينا عدم افلات أي مجرم قام بجريمة عن الامساك به لكوننا كمحققين نضع نصب أعيننا ذلك المبدأ القاعدة.. إذا ما جهل الفاعل اسأل عن المستفيد من هذه الجريمة أو تلك فهناك العشرات من الحوادث التي تم الكشف عنها لاتباعنا لهذا المبدأ.. والذي اراه ان ذلك اتى من طول التجارب وللروية في تتبع كل الخيوط السليمة التي توصلنا الى نتائج واضحة..
فأنت تعجب عندما تقرأ لأحدهم على سبيل المثال رأياً على ما سمعه أو قرأه يقيم رأيه على كل ذلك السمع وتلك القراءة دون الوقوف الى خلفيات الموضوع من مصادرها.. وهو ما ينطبق عليه ما ينطبق على أولئك الذين يخطفون الكبابة من على وجه القدر.. كما يقال.. ولا يدرك أن الكتابة – تاريخ – يصاغ في حياة الكاتب وعليه معرفة كيف يصوغ تاريخه فالكلمة كالرصاصة إذا ما انطلقت لا يمكن اعادتها لسيرتها الأولى.. فاحرص على أن لا تكون إلا في موقعها وفي وقتها فالإنسان ملك الكلمة التي لم يقلها. فاحذر أن تصيغ تاريخك بالبهتان.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *