خلية الكويت وعملاء الداخل

• عبد الرحمن البلي

إعلان السلطات الكويتية القبض على كميات ضخمة من الأسلحة والذخيرة والقنابل المتفجرة تتجاوز في حجمها 20 ألف كيلوغراما كانت تكفي لقلب نظام الدولة رأساً على عقب مثْل صدمة لكثير من المتابعين لاسيما في ظل الأحداث الأخيرة من استهداف للجوامع والمساجد في المنطقة , هذه المرة لم تكن ” داعش ” هي المسؤولة , بل حزب الله اللبناني كما صرح جهاز الأمن الكويتي , حزب الله الذي يسكن الضاحية الجنوبية في لبنان ويبعد جغرافياً عن العاصمة الكويت أكثر من 1500 ميل كيف له أن يقف خلف هذه الكمية الضخمة من السلاح وما الذي دفعه لذلك وأي هدف كان يريد الوصول إليه ؟ يبدو الأمر أكبر بكثير من مجرد إثارة الفتن وتهديد أمن وسلم المجتمع الكويتي بالقيام بتفجير هنا وهناك , لذلك يذهب كثير من المحللين السياسيين في محاولة منهم لإيجاد تفسير لأهداف ودوافع الخلية إلى وجود نوايا باستهداف “مفاصل” الدولة من وزارات سيادية داخل الكويت وهو مايفسر حجم السلاح المضبوط الذي لم تشهد له الكويت مثيلا , حزب الله “ذراع” إيران الطائفي والعسكري في المنطقة الذي مازال يصرٌ على القتال تحت رايتها في سوريا رغم “قطار التوابيت” المُحمّل برجاله والذي يدخل الضاحية في كل يوم لم يكن له أن ينجح بإدخال كل هذا العتاد داخل أرض الكويت لولا أيادٍ ملوثة تنتسب للكويت زوراً مهدت له بعمالتها الطريق , وهو ما يعيدنا للمربع الأول شديد الخطورة , “عملاء الداخل” الذين خانوا عهودهم تجاه وطنهم وجعلوا من أجسادهم جسراً للمُحتل والطامع والمهووس بأفكاره التمددية أيضاً , لم تكن الكويت يوماً إلا مثالاً للتعايش والسلام لكنها وجدت نفسها هذه المرة في مواجهة مباشرة مع  فئة تسكن في قعر الشر والرذيلة , فئة لا تتوانى عن خذلان الوطن الذي تأكل من خيره وتعيش على ثراه آمنة , لذلك لابد من حسم هذه المواجهة مع “عملاء الداخل” على وجه السرعة , فكرياً وقانونياً وكذلك أمنياً والأخيرة لاشك أنها – أي الكويت – نجحت فيها ويحسب لجهازها الأمني يقظته في كشف خيوط الخلية قبل مجيء ساعة الصفر , أما حماية فكر المواطن فتأتي بسن قوانين صارمة تجرم من يروج للطائفة على حساب الوطن وكذلك من يسوِّق لإيران وحزب الله ويصورهما كحمامتي سلام على منابر الإعلام والصحف وهو شيء ملموس ومشاهد , على الكويت أن تحزم أمرها تجاه من يسخر من دول الخليج على أرضها  ويشيطن كل خطوة تقوم بها ويقلل من وحدتها ولو كان نائباً برلمانياً يختبئ خلف حصانته ! نريد لهذه الحادثة – خلية الكويت – أن تكون منصة ننطلق منها كخليجيين لتحصين شعوبنا وتطوير قدراتنا الأمنية , فالأخطار تحيط بالمنطقة من كل صوب .

@aalbaly

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *