تركي.. وهاشم وزينب والعرش

• علي محمد الحسون

•• كلنا نتذكر رواية فتحي غانم “زينب والعرش” تلك الرواية التي كانت انعكاساً لما يدور في الوسط الصحفي في الخمسينات والستينات في مصر بكل ما كان يجري فيه من انكسارات ونجاحات وما يدور فيه من “دس” رخيص في ذلك الوسط وما يقوم به بعض المندسين فيه من أدوار أقل ما يقال عنها بأنها بلا أخلاقيات الإنسان السوي.. إنها رواية كانت أكثر من شفافة لذلك العصر الذهبي للصحافة الورقية.. وما كانت تمثله من سطوة كبيرة على الوسط المجتمعي والسياسي.. والاقتصادي الثقافي بكل فروعه من مسرح وسينما وفن غنائي وغيرها تذكرت تلك الرواية وأنا أتابع ترجل قامتين صحفيتين كان لهما حضورهما ومعايشتهما للوسط الصحفي لأكثر من خمسين عاماً حيث اختلطت دموعهما مع ضحكاتهما وهما يقومان بكل جهد وجهاد في وسط امكانياته غير الموجود ليصنعا عملاً كان له وهجه في تلك البدايات فيقوم كل واحد منهما بتسجيل تلك التجربة الممتدة لأكثر من نصف قرن.. فهما عاشا زمن – صحافة الأفراد – تلك الصحافة التي كانت مشبعة بحركة اصحابها.. وباندفاعاتهم وتحركهم في شارع كان مليئاً بقطع من الزجاج المهشم وبرؤوس الأشواك وكانوا يقدمون لنا صحافة تشم فيها اخلاصهم.
لقد عاش هاشم عبده هاشم تلك البدايات القديمة سواء عبر – الرائد – ومن ثم المدينة أو تركي السديري الذي عاش بدايات جريدة الرياض من محرر رياضي وكاتب قصة.. الى قمة الهرم فيها.. انهما لجديران ان يكتب كل واحد منهما رؤيته على غرار رواية “زينب والعرش” لفتحي غانم ليعرف المتلقي في هذا الزمان كيف كنا وأين أصبحنا بكل شفافية الصحفي الذي بات عليه ان يقول الحقيقة بكل صدق.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *