تلوث جدة وغيرها .. أين البيئة؟
هنا في “البلاد” كنا اكثر الصحف التي نشرت ومنذ سنوات منذ 1426هـ قبل عشر سنوات والتقيت مع أ. د. اسعد ابورزيزة وأ. د. علي عشقي وهما استاذان للبيئة في جامعة الملك عبدالعزيز ونشرنا بشفافية كم من المعلومات مُخيف عن حالة “التلوث البيئي” في جدة وبالأرقام ومن ذلك التلوث الصناعي ومشاكل المرادم .. الامر العجيب عندما القيت مساء الثلاثاء الماضي في مجلس خاص في جدة بالأستاذ دكتور علي عشقي وسألته عن أخبار “التلوث” ووجدت ان الامر ازداد سوءاً وتطور وخطورته اصبحت اكبر بمراحل وقبل ان اسرد لكم المعلومات المؤلمة اسأل للمرة الـ 100 – اين “الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة”؟! ولماذا لا تقول لنا هل ما يقوله اصحاب التخصص صحيح ام مبالغ فيه ام خطأ؟.
يقول أ. د. عشقي وهو يتحدث بألم ان نسبة التلوث في مدينة جدة بناءً على قرار هيئة الامم المتحدة هو انها اول مدينة في العالم من حيث تلوث “الشواطئ” بالصرف الصحي وينقل د. عشقي ان هذه المعلومة عرفها من الأمير تركي بن ناصر الرئيس العام السابق للهيئة وان دراسات اجرتها كلية علوم البحار في جدة اثبتت ذلك لأسباب “تجريف” وحفر الشعب المرجانية والبناء على الشواطئ حتى ان النسبة وصلت الى 2.5% بينما النسبة اقل من 1% واستمر د. عشقي يسرد “المصيبة” بان كل بلاد العالم تحدد نصف كيلو متر يتم السماح بعده بالبناء على الشواطئ الا بلادنا ويرى ان الحل ايقاف صرف المياه للبحر واعادة بناء الشعب المرجانية ويحتاج ذلك الى عشرة او 15 عاماً يمكن بعدها عودة الحياة للشواطئ .. واستعرض د. عشقي ما يتعلق بالملوثات الصناعية وانها لازالت.
وقال ان كل الدول تقوم بتركيب “عدادات” لتوضيح درجة التلوث وتوضع في كل مصنع متصلة بالكمبيوتر لدى ادارة الارصاد والبيئة توضح نسبة الغازات السامة وغير ذلك بشكل يومي ومن العجائب التي لا يجد السامع لها أي تفسير لاستمرارها ان هناك محطة صرف صحي لا تبتعد عن المطار الجديد في جدة اكثر من كيلو واحد وان لها تأثيراتها على الملاحة الجوية وتجمع الطيور المهاجرة التي تصل للماء وفي ذلك تأثير على الطائرات وانتشار الجراثيم.. “انتهى حديث د. علي عشقي – وبقيت اتأمل الإهمال الكبير بصحة وسلامة الناس من الجهات صاحبة العلاقة ولم نجد أي تحرك او رد على هذه المعلومات حتى مع تعيين رئيس جديد للأرصاد وحماية البيئة وفي ذلك ما يدعو للسؤال عن الهدف من “الصمت” وهل الأسباب اعتراف صريح بالمشكلة وفوات الوقت للإصلاح أم وجود مشاريع وقاية وتحسين للوضع البيئي لم يُعلن عنها او هو عدم ادراك حماية البيئة للمصيبة وهذا أمر خطير يفوق وجود هذه النسبة من التلوث .. ان الناس .. كل الناس سوف يصلهم التأثير والضرر ومسؤوليتهم لدى الجهات المختصة .. لكنني هذه المرة اتوجه لصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين وامير منطقة مكة المكرمة للتدخل شخصياً وكشف الحقيقة ونشر ذلك للناس ليعرفوا كل شيء عن التلوث والبيئة.
وحسبنا الله وهو نعم الوكيل.
التصنيف: