مشهد الحلي التي تحمل عينا زرقاء أو كفا أو حجرا أزرق مألوف جدا ليس في العالم العربي فحسب بل عالميا ولا يحتاج الى تعريف وتفصيل. وسبب رواج استخدام الحجز الأزرق في الحلي أكثر من غيره أيضا معروف وهو الاعتقاد السائد بأنه يدفع العين ويمنع الحسد. والفتوى المعمول بها هي اعتبار لبس أيها مع اعتقاد دفعه للعين والحسد شرك أصغر وذلك استنادا الى حديث عن التمائم التي كانوا يعلقونها على رقاب الأولاد في الجاهلية لتحفظهم من الشرور. ومع قناعة تامة بوجود عادات وتقاليد منذ أقدم الأزمنة وحتى يومنا بلا تفسير أو فائدة نعلمها على الأقل حتى وقت كتابة هذا المقال إلا أن تفسير بعض الممارسات التاريخية الغامضة أصبح في متناول أيدينا بفضل أولو ألباب درسوا وبحثوا واجتهدوا وجربوا يقودهم إما فضولهم وحاجتهم لفهم كل ما هو غامض أو شغفهم بالعلم وأسرار الكون أو رغبتهم في تسخير قدراتهم لخدمة البشرية. لماذا العين دون غيرها من الأعضاء؟ ولماذا هي زرقاء؟ لماذا الكف؟ لماذا الحجر الأزرق دون غيره من الأحجار؟ ألم تتساءلوا لماذا..؟!
حسب مصادر في التاريخ “يختلف تفسير رمز الكف تبعاً للمذهب والدين ، فيعتقد بعض المسلمون أنها تشير إلى أركان الإسلام الخمس بينما يعتقد بعضهم أنها تشير إلى يد فاطمة الزهراء أو أهل الكساء الخمس (محمد عليه الصلاة والسلام، علي، فاطمة، حسن، حسين) أما اليهود فيعتقدون أنها تشير إلى كتب التوراة الخمس (أسفار موسى) أو يد مريام أخت النبيين موسى وهارون عليهما السلام. ولكن لعلماء الآثار وجهة نظر أخرى فهم يرون أن منشأ جميع تلك الإعتقادات لدى الديانتين يعود بجذوره إلى الفينيفيين جيث كانوا يقدسون “تانيت آلهة القمر” الحارسة في مملكة قرطاج بذلك الرمز. فالدائرة في وسط الكف ترمز للقمر.
و من المعتقد أن الشعوب السامية التي سكنت أطراف البحر المتوسط هي التي رسمت الكف الذي يحمل العين الزرقاء بهدف ترهيب الرومان الذين استعمروا بلدانهم في حقبة من التاريخ، وربما كانت العيون الزرقاء هي الصفة التي ميزت الرومان عن الشعوب المستعمرة آنذاك، وهو تعبير صريح عن رفضهم للمستعمر الجديد، فكانوا يحملون عصا وفي أعلاها ذلك الرمز المخيف الذي يهدد باقتلاع أعينهم أو يكتفون بإلصاقه على أبوابهم. وفيما بعد أصبحت رمزاً للحماية من كل شر يحملونه في أعناقهم كقلائد أو يعلقونه على جدران منزلهم.”
أغلبنا يعلم باعتقاد دفع هذه الرموز للعين ويعلم بفتوى تحريمها ولا يذهب الى أبعد من ذلك. ولو ذهب أبعد بقليل لعلم أن الحجر الأزرق الطبيعي الذي هو من خلق الله والمعروف بالفيروز له خصائص مثبتة علميا تجذب إليه الطاقة السلبية بسبب احتوائه على كميات هائلة من النحاس والحديد. ولو ذهبنا أبعد أكثر لتعريف العين والتي هي طاقة سلبية تنبعث من عين الحسود وربطنا بين الأمرين ربَّما نخرج بفهم جديد..! فالذي خلق الداء خلق معه الدواء والتداوي ليس بشرك.

@tamadoralyami
[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *