د. عمر علوي بن شهاب
عوجا على آثارهم ولجا
واستنطقا عرصات من درجا
سعيا إلى تقبيل تربتها
تجتاف منعرجا فمنعرجا
هذي مرابعهم وما برحت
نحو السماء رقت بنا درجا
فمثالهم ما لاح لي شبه
أنا فيهم لا أبتغي حججا
من هاهنا في أر ضه ارتحلوا
فتناثروا في أفقها سرجا
حملوا مشاعلهم مضوا سفنا
من كان لاذ بأيهن نجا
الصدق والإخلاص شيمتهم
عمل يزين علومهم وحجى
ما يمموا بشعاعهم فججا
إلا أتوا من بعدها فججا
لم يعبأوا إلا بخالقهم
سيان مدح خلائق وهجا
قد سبحت أحجار خطوتهم
سل عنهم الشيطان والخلجا
مادام وجه الله مقصدهم
ما ضرهم أن يمخروا اللجاجا
لكأن قلب الصخر إثرهم
يشدو بذكر إلهه لهجا
صلت وهاد الأرض خلفهم
إذ هل فجر الحق وانبلجا
من شاهدوا الإسلام حليتهم
دخلوا به فؤوجا تلت فؤوجا
حفت ملائكة الإله بهم
ولهم أقامت في السما هزجا
ظلت معانيهم مجددة
ما بال معنى قد غدا سمجا
من كل يعسوب لملته
يا فوز من لمساره انتهجا
وسعت دلالتهم فلا فطن
يوما تصور ديننا حرجا
رحمات ربي مزنها هطلت
ثجت على أجداثهم ثججا
فتضوعت بعطورها حقب
وتنسمت بعبيرها الأرجا
فالمسك في بطحائها عبق
يشتم في الجدران مندمجا
يا أمنا الغناء يا حرما
ليفر عنه الشر منزعجا
بل أنت في ثغر الدنا نغم
ولأنت في حلق الشقي شجا
سكت السكوت وجمعنا فرق
هلا يجاب الصمت لو ضججا
كذبا لبسنا الدين أقنعة
فاهتز عرش الله وارتججا
تشويه أمتنا وملتنا
عن فعلهم هذا الذي نتجا
أو ليس أصل الدين مرحمة
تسقي العطاش بقيظهم ثلجا
للملة السمحاء شرعتنا
أم إنهم يبغونها عوجا
مهما الخيام تنكرت زمنا
في الله رب ما قطعت رجا
أتطلع الآمال قادمة
لا شك يأتي الصبح بعد دجى