أنا معجب بأفلام أبيض وأسود

• علي محمد الحسون

•• أنا من اشد المعجبين بأفلام أواخر الأربعينات والخمسينات وبداية الستينات.. بلونها الأبيض والأسود.. والذي يشدني إليها بساطة الحدوتة التي يعالجها الفيلم أي لا وجود للمخدرات ولا للقتل وسفك الدماء.. هناك – حكاية – لها أبعادها يرويها ما يسمى – بالسيناريو – أي مجرى الأحداث رواية لا تعقيدات فيها وهناك ممثلون لهم قدرة على اقناعك بأن ما تراه ليس تمثيلاً بل هو عين الحقيقة.. وذلك لمدى الجودة والقدرة على تقمص الشخصية دون اهتمام لتحرك الكاميرا أمامه أو حوله.. هل أمسكتم بواحد أو بواحدة من أولئك بأن يعطي نظراته للكاميرا مباشرة.. صحيح لدى بعضهم قدرة عجيبة في “سرقة” الكاميرا بأن يجعلها تتابع كل حركاته في دقة متناهية عن الممثل المقابل له وتلك فراسة الكبار.
زد على اعجابي بتلك الأفلام.. ما كانت عليه شوارع مصر بخلوها من تكدس السيارات ونظافتها وبتلك الشقق أو الفلل التي تدور فيها أحداث الفيلم بذلك الاتساع وتلك النظافة اضافة إلى نظافة الصورة رغم أنها بالأبيض والأسود.
أنظر الآن الى الأفلام فلا تجد حدوتة بسيطة بل كل الأحداث مركبة تركيباً في معظمه أو كله مخل للواقع المطلوب.. والذي يجب أن تقوم الأفلام على تنظيفه وتقديم نموذج رائع لما يجب أن يعيش عليه الناس.. فلا صورة نظيفة رغم أنها ملونة ولا حكاية مفهومة.. ولا تمثيل مجيد.. فمعظم الممثلين يلاحقون الكاميرا بأعينهم مع الأسف.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *