في البداية لابد ان نشكر قائدنا المفدى رئيس مجلس الوزراء على هذا التشكيل الجدير بفعل التطوير، التشكيل في حجمه ونوعيته مع سرعته يُوجد عند العارف والجاهل طمأنينه بأن هنالك رؤية عند الملك الخبير يستعين فيها بعد عون الله بدماء جديدة أغلبها من الشباب الطموح من غير المرشحين حسب الأعراف القديمة لأن الدعوة لإدارة وطن وليس حضور وليمة.
قد يستغرب البعض اختيار وزراء لقيادة وزارات لم يعملوا بها أو يتدرجوا في مناصبها كما هي العادة الرتيبة في هذه الأوضاع، وهنا أوضح أن علم الإدارة وفي المستوى التنفيذي (Executive) لا يستوجب توفر المعرفة الفنية العميقة أو التدرج الوظيفي لمن يستحق الجلوس على رأس الهيكل التنظيمي للوزارة، لأن الوزير يتوجب أن تتوفر فيه بعض القدرات القيادية والمهارات المعرفية للمشاركة في وضع الرؤية العامة وتنفيذها كأهداف من خلال برنامج متابع وتقييم نتائجه.
الوزير أو رئيس الهيكل التنظيمي ليس كرئيس القسم أو الإدارة، فالأول يضع السياسات ويتابع تنفيذها حسب ما تقتضيه المصلحة العامة وتوجيهات القيادة العليا ولهذا لا يحتاج المعرفة الفنية التفصيلية التي يستعين على تحقق شروطها باختيار مساعدين متخصصين يعملون على تنفيذ الأهداف التي تؤكدها النتائج من خلال تقارير متنوعة الغرض والتوقيت، بعكس المدير الذي يتوجب عليه متابعة العمل اليومي وقد يحتاج لمقابلة الجمهور والرد على الاستفسارات وشرح بعض الأمور الفنية أو الإجرائية وهنا تُطلب خبرة القطاع والتخصص الفني وايضا باعتبارات.
هنالك مؤشر ذو فاعلية في اختيار المناصب التنفيذية العليا وهو سجل الشخص نفسه، فلايوجد أحد من الوزراء وموظفي المرتبة الممتازة الذين تم اختيارهم غير معروف البته عند من رشحوه ومن قام بالمصادقة على تعينه، وهذه المعرفة تمثل حجر زاوية لمثل هذه المناصب لأن الطرفين يعرفون بعضهم، كلاهما يريد مصلحة الوطن، أحدهما اختار الآخر الذي سيجتهد ليكون عند حسن ظن من اختاره وليحقق المجد لنفسه بخدمة أهله ووطنه فيتحقق الغرض من الاختيار وتطبق الرؤية.
اختيار الشباب بحد ذاته مؤشر على الرغبة في تحقيق أهداف أنية ومستقبلية واعده تدعمها رؤية ملك وعزيمة رجال مخلصين حوله، وقد أنعم الله علينا بنعمة المال التي تساعد في تنفيذ أفضل الأداء وكل ما نحتاجه هو مطالبة هؤلاء الفرسان الجدد ومعهم الباقون من المجلس السابق أن يقدموا برامج تؤكد لهم خارطة الطريق التي يجب أن تُراجعها معهم بالنتائج وبشكل نصف سنوي على الأقل الجهات الرقابية بشفافية وليس بمحسوبية، عندها سوف نشاهد النقلة النوعية التي ينشدها الملك الطموح سلمان الثقافة والإنجاز.
عضو الجمعية العالمية لأساتذة إدارة الأعمال – بريطانيا

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *