في مثل هذا اليوم وفي غمضة عين وبلا سابق إنذار فُجعنا برحيل مليكنا ووالدنا عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- وقد خلف من بعده شعباً من الأيتام يترحم عليه ويدعو له بقلوبٍ صادقة في محبته ورثائه. فقد أثارت فاجعة رحيله ألماً لن يندمل ولن ينسى  ، فالفقد موجع وله مرارة ، وللموت هيبة ولكن تبقى إرادة الله فوق كل شيء.
لم نتخيل رحيله رغم إنها سنة الحياة وإرادة الله “فكل من عليها فان” ولو كان البكاء والعزاء يعيد أحباءنا لبكيناهم حتى يرجعون !
مقعده لم يبرد ، وصورته لازالت عالقة في أعيننا وقلوبنا وسوف تظل حيّة في دواخلنا إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ، فبعيداً عن أي بروتوكول عبدالله ابن عبدالعزيز لم يكن قائداً عادياً ، عبدالله ابن عبدالعزيز مَلِك (مَلَك) قلوب الناس و ترك للتاريخ بصمات لن ينساها وسيخلدها له ، وكان من أهمها وأبرزها توسعة الحرمين الشريفين واهتمامه الخاص بالتعليم في برنامج الابتعاث الخارجي ، واهتمامه بالمرأة التي شهدت دوراً فاعلاً في عهده, رحمه الله.
ولو أردنا الحديث عن باقي إنجازات هذا الرجل العظيم فلن يكفينا عامود لحصرها ، ولو أردنا رثاءه لن تكفينا الكلمات ولن توفيه حقه.
فقد رحلت ياوالدنا وتركت من بعدك إرثاً عظيماً من المحبة والدعاء الذي أوصيتنا به يوماً عندما قلت : “لاتنسوني من دعاكم” ووالله لم ولن ينساك ابناؤك المحبون لك وسوف نظل ندعو لك دائماً و أبداً.
فارقد بسلام على روحك الرحمة والسلام ، واللهم وفق ملكنا سلمان في أمره ، وأعنه على حمله وسخره لما مافيه خيراً للبلاد والعباد ، وخذ بيده وسدد خطاه لما تحب وترضى ، فالمملكة العربية السعودية في مرحلة مفصلية وتاريخية مبشرة بالخير إن شاء الله بعد تلك الأوامر الملكية الصادرة والتي تدل دلالة واضحة على إصلاحات سياسية جذرية في تاريخ بلادنا وسلمان ليس جديداً على المكانة والمكان ، فاللهم كن له مُعيناً حتى تستمر مسيرة هذه البلاد في خير وأمان.

 

rzamka@
[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *