البطالة آفة تهدد أمن واقتصاد كبرى الدول، يكونها مجموعة من الجنسين لا يجدون فرصة عمل وهي ليست مقتصرة على المواطنين بل تشمل بعضا من المقيمن الذين يصعب ترحيله، وما يجعل البطالة مشكلة كبرى هو أن العاطل سواء كان بمفرده أو مسؤولاً عن عائلة قد يبرر لنفسه كمثال ارتكابه لجناية السرقة أو المتاجرة في المخدرات بسبب الحاجة للعيش ولهذا تفرض الحكمة التعامل بخطط وقائية لتفادي انتشار البطالة في المجتمع بمختلف الوسائل.
كلنا مع توطين الوظائف بشكل يحقق الأمن الوظيفي وليس التعجل في فصل خبرات قوية من المقيمين كان بالإمكان الاستفادة منهم بجدول ونتائج لتدريب السسعوديين ومن ثم التكريم وانهاء العلاقة بأسلوب حضاري، ولأن ارتباط التوطين نفذ بالكم وليس بالكيف لم يراع شريحة من المقيمين غير القادرين على مغادرة المملكة لأنها مكان ولادته وقد يكون نصف أفراد عائلته حصلوا على الجنسية، هؤلاء أخرجوا من أعمالهم، ليس لديهم تأمين طبي ولديهم عوائل، ماذا سيفعلون؟
مع رفعنا العقال وتقديم الشكر للتطوير الذي حدث في نظام العمل لابد من الحل العميق للبطالة، ولكن علينا أن نعترف بالعلة لكي نشخص ونقدم العلاج اللازم قبل أن تتحول إلى حالة مستعصية بسبب تفاقمها بعامل الوقت، لابد من تضافر جهود الجميع لأن وزارة العمل بمفردها لن تستطيع تقديم الحل، فنظام المشتريات كمثال الذي يخلق منافسة على الأرخص لن يشجع على توظيف المواطن وتدريبه في أعمال فنية بالرغم من المبالغ المرصودة للمشاريع، كذلك نظام الاستثمار الأجنبي لم يؤكد على تدريب المواطن في أعمال منتجة وأكتفى بعدد يستغل في الأمن والاستقبال.
لمعالجة هذه العلة لابد من وضع خطط يشارك فيها الجميع تصنع حلول حقيقية يتخللها فترة تدريب وتأهيل على رأس العمل قبل الإحلال تحدد فيه مهن بعينها ويتم دعم القطاع الخاص لتنفيذ هذا الإحلال بالشكل الصحيح وليس فرضه وربطه بعدد من الأشخاص يتم توظيفهم فتخرج لنا السعودة المقنعة أو الهامشية غير النافعة أو المستمرة.
نحتاج للحلول المركبة التي تقدم فوائد متنوعة وشاملة، نحتاج وزارة تخطيط اقتصادي تنتج لنا سلة حلول صناعية واستثمارية تستوعب المواطنين من حاملي الجنسية وممن كتب الله لهم أن يكونوا معنا ورعايتهم واجب من خلال تشغيلهم وليس بالتبرع لهم، نحتاج مصانع كثيرة لأننا نستورد كل شئ، نحتاج مراجعة لأنظمة العقود الكبيرة ليتم تأكيد مقياس التوطين بالكيف وليس بالكم مع تحديد الوقت لصاحب العمل والعامل ومحاسبة المقصر من الطرفين لكي نُخرج رجال وليس أطفال كبار.
أتعشم في زمن الملك سلمان أن نشاهد حلولا متكاملة يستحقها الوطن ونحن جديرون بها وقادرون على تحقيقها بعون الله.
عضو الجمعية العالمية لأساتذة إدارة الأعمال – بريطانيا

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *