شاكر عبدالعزيز
من الاسماء العريضة التي اعتز بانني قابلتهم الفريق يحيى المعلمي – رحمه الله – كانت المرة الاولى في القاهرة حيث حضر جلسات “مجمع اللغة العربية” او “مجمع الخالدين” كما تطلق عليه الصحافة المصرية .. وكانت المرة الثانية في جدة قبل وفاته في احد الصالونات الادبية الشهيرة.
والحقيقة انني كنت مبهوراً بهذا الرجل . (فريق وأديب) كما يمكنني ان استوعب هذا التزاوج فانا اعرف ان العسكريين دائما مشغولون بحياتهم العسكرية وليس لديهم الوقت الكافي للقراءة والكتابة والبحث ولكن ان يصل الفريق يحيى المعلمي ليكون عضواً للمجمع اللغوي بالقاهرة .. وما دفعني بالكتابة عن هذه الشخصية هو انه وقع في يدي مؤخراً كتابا يحمل عنوان “يحيى المعلمي” أديباً .. لمؤلفه الاستاذ احمد الحاني – هذا – الكتاب تحدث عن مسيرة يحيى بن عبدالله المعلمي الادبية كشف فيه المؤلف ان هذا الفريق الرجل العسكري يحمل قلباً كبيراً يستوعب اصدقاءه وخصومه في الادب على السواء وقد اثرى بخصومه الادبية الساحة الفكرية .. كما انه يحمل قلباً مفعماً بالحب تنم عنه اشعاره الغزلية ..
ولقد كانت مؤلفات الفريق المعلمي وهو في السلك العسكري تهدف باستمرار الى الملكة الطيبة والهدف السامي .. استمر هذا النهج في مؤلفاته بعد تقاعده .. ولقد سجل كتابات مجموعة من اصدقاء المعلمي الذين تناولوا حياته الادبية والفكرية وجاء في مقدمتهم مربي الاجيال التربوي الكبير الاستاذ عثمان الصالح – رحمه الله – وهو عم الصديق العزيز احمد الصالح “مسافر” حيث تناول الشيخ عثمان الصالح في مقاله عن “المعلمي” مشيراً الى ان التكريم لكل ذي كفاية مجال في علم يبرز فيه ويلبس تاجاً مشعاً من لآلائه ومن حقه ان يقام له تكريم وتقدير واكبار فالعالِم بين العالَم له المكان الأسمى والمنزلة العليا.. اللتان يضل لهما وهج ويبقى لهما ارج كالورد وبنواره يشوق بشجة وعرارة .. فكيف بمن يتصف بصفات اخرى ويبرز في علوم ومعارف شتى.
كما تحدث عنه الادباء والكتاب علي محمد محمود وابنه المهندس الكيمائي السفير الآن عبدالله يحيى المعلمي والمؤرخ عبدالكريم الخطيب وصديقه الاستاذ عبدالله حبابي واللواء محمد نصار خليل كنموذج رائع للادباء السعوديين شرف بهم المجمع اللغوي في القاهرة ليصبح ثالث عضو سعودي ينضم الى هذا المجمع الكبير للخالدين في عام 1414هـ ثم عضوا برابطة الادب الحديث.
وبعد سنوات عديدة حينما شرفت بالعمل في العزيزة البلاد كان لي شرف التعرف على ابن هذا الاديب وهو سعادة السفير الآن عبدالله يحيى المعلمي والذي سبق ان عمل رئيساً لفرقة جدة لبعض الوقت ثم امين لمدينة جدة ولقد كانت مفاجأتي كبيرة حين لاحظت ان الابن (عبدالله يحيى المعلمي) متفوق في اللغة العربية ويحرص عليها واكتشفت ان والده الفريق المعلمي كان يصحب معه اغبنه (عبدالله) وهو في سن العاشرة لحضور الكثير من لقاءاته واجتماعاته وندواته ويشركه في العديد من المساجلات الشعرية وظهر ذلك على مدينة جدة عندما تولى المهندس عبدالله يحيى المعلمي امانة جدة ان (غير كثيرا من الاسماء) الى اسماء عربية ومنها (محلات البنشر) التي تغيرت الى اسم (عجلاتي) ومازالت الاسماء في شوارع وميادين جدة .. وجاء الابن (عبدالله) يسير وفق مشوار ابيه الفريق الاديب (عبدالله المعلمي) رحمه الله.