هناك فارق بين السلطة والتسلط

• علي محمد الحسون

•• أعرف أن شهوة – السلطة – لها بريقها الذي يخطف العقول قبل أي شيء، وأن لها قوتها في تحرك الإنسان، لكنني أعرف أكثر أن ذلك – النهم السلطوي – نهايته بشعة، بل ومريرة على حياة ذلك الإنسان إذا ما فقد مركزه ذاك.. وأعرف أيضاً أن حب السلطة، والتمسك بها منتزع إنساني يتغلغل داخل النفس البشرية فيحيلها الى مواقع – الزلل – إن حب السلطة أمر في غاية الأهمية والخطورة، ولهذا لابد أن يكون ذلك تحت سيطرة “العقل” الذي هو الحاكم الفعلي لتصرفات الإنسان. أما إذا غاب “العقل” عندها سيغيب كل شيء جميل عن ذلك الإنسان.
ونتساءل ما هو الدافع الذي يجعل من مسؤول – ما – حريص أن تكون كل مسؤوليات العمل متوقفة عليه, فلا يشاركه مساعد له أو معاون يعمل بجانبه في أبسط الأمور. فكل شيء مرتبط به شخصياً.. ويتحول مساعدوه ومعاونوه الى ما يشبه الصور المتحركة.. فهم في هذه الحالة ينطبق عليهم ذلك القول الاستسلامي الذي يقول:
نعد أياماً ونقبض راتباً.
إن المركزية القاتلة في العمل هي خلف توقف عجلة العمل ان تسير في طريقها السليم. فتتراكم الأشياء، بل وتتوقف كثير من القرارات التي لو نفذت لكانت “الحالة” غير الحالة السلبية التي تعاني منها إدارته.
إن السلطة.. إذا ما تحولت الى تسلط تكون قد فقدت توهجها، وأصبح ذلك المسؤول مكان ازدراء من الآخرين، ويكون ذلك تجاهلاً له من مجتمعه إذا ما فارق مركزه ذاك.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *