النقد من أجل تصحيح الأخطاء
يجهل البعض الأسباب التي تدفع الكُتّاب لنقد بعض التصرفات أو بعض القرارات أو بعض الجهات أو حتى الأشخاص ويعتقد أولئك أن غرض الكاتب هو غرض شخصي أو أنه استخدم قلمه لأغراض خاصة ولكن للأسف أن هؤلاء الفئة يحق للكاتب انتقادهم وكشفهم للمجتمع وذلك لأنهم يحاولون لبس أقنعة زائفة فيخشون من سقوطها أمام الجميع وفي محاولاتهم الفاشلة لإبراز الوجه الحسن أمام المسؤولين أو أصحاب القرار يفاجئهم أحد الكُتّاب أو الناقدين بوجههم القبيح الذي يتفنون في أخفائه ويجهلون أن الكذب لا يمكن أن يستمر للأبد ولا بد للحقيقة أن تخرج للنور ذات يوم مهما حاولوا التمثيل ببراعة على مسرح الواقع.
معظم الكُتّاب إن لم يكونوا كلهم يكتبون بدافع الحب..الغيرة.. التصحيح.. عرض الحقيقة.. تنوير الرأي العام.. مطالبة الحكومات بالتعديل.. محو السلبيات..التركيز على الإيجابيات.. وغيرها من الأهداف التي من شأنها رفعة المجتمع ويشترك معظم الكُتّاب في أهدافهم المذكورة وتكون مهمتم محاولات تصحيح السلبيات والأخطاء التي يعاني منها المجتمع بجميع هيئاته ووزاراته وباقي مرافقه من أجل إيجاد مجتمع قريب إلى المثالية خالٍ من العيوب بقدر الإمكان ولو أن هذه مهمة مستحيلة يركض وراءها كل كاتب وصحفي ولكنه يعلم أن النظريات المثالية يصعب تطبيقها في واقع مليء بالسلبيات وجو يسوده النفاق والخداع والغش إلا أنه لا ييأس من المحاولة عل وعسى يجد من يسمعه ومن يشد على يده ويفهم هدفه ونيته التصحيحية.
أولئك المُنتَقدون الذين لا يترددون في اختلاق الأكاذيب واستغلال وظائفهم لأغراضهم الشخصية يثورون بمجرد شعورهم أن حقيقتهم انكشفت.. وانهم اصبحوا تحت المجهر والتدقيق من قِبل الإدارات العليا فلا يترددون في نعت أولئك الناقدين بأبشع الصفات.. وتحقير أفكارهم واتهامهم بالعنصرية والغيرة وعدم المصداقية ليس لشيء وإنما لمجرد شعورهم بأن هناك من كشف حقيقتهم للمجتمع فالطريقه الأسهل للدفاع هي الهجوم وأعتقد إذا كان هؤلاء المخادعون صادقين فلماذا يخشون من الحقيقة ولماذا يتهمون غيرهم بأنهم على خطأ وبالعامية نقول الشمس طالعة وكل – ن – يراها بمعنى أن الحقيقة لا يمكن اخفاؤها مثل الشمس فإذا كان أحدهم على صواب يجب ألا يخشى كلام الناقدين أما إذا كان يشعر بخوف على وظيفته فسيثور ويتهم الآخرين ويحاول أن ينكر ويكذب كل ما دوّن ضده!!!
الحال نفسه ينطبق على بعض المؤسسات التي يتم انتقادها من أجل التصحيح ومن أجل الارتقاء بمستوى الأداء فنجد أن المدير أو المسؤول يشن حربا على الصحيفة أو الكاتب بمجرد نقده للأوضاع السلبية وربما لم يقرأ هو بنفسه ما كُتب عن مؤسسته ولكن البطانة المخادعة قامت بمهتمها ونقلت أفكاراً مغايرة لما تم انتقاده وذلك لتحقيق مصلحة خاصة أو لشن حرب على ذلك الكاتب أو الناقد!!!
التصنيف: