تخيل، تفتح حسابك على الفيسبوك، وترى فيلماً خلاعياً بطله “أنت”، ورسالة إبتزاز مفادها، إن لم تحول مبلغاً وقدره 5 آلاف دولار فإن الفيلم ومن خلال ضغطة زر واحدة مرسل للآلاف من المتابعين لك من أصدقاء وأهل وأقارب، بل وإن الوصلة ستُحمل خلال ثوانٍ على اليوتيوب.هذا ما هو منتشر الآن، وضحايا هذه الجريمة يبكون ندماً، ويبحثون عن مخرج للورطة التي ألقوا هم بأنفسهم فيها.
الحكاية تبدأ من خلال دردشات التعارف، والتي ينتحل فيها “المجرم” شخصية فتاة، تتبادل معه الكلام المعسول، والصور الفاتنة، إلى أن يقع في شراك حبها، وإن لم يقع في حبها، فهو وبلا شك من أولئك الذين يبحثون عن المتعة المؤقتة، مع أي فتاة عابرة، فمن سيدري، فهو من واد، وهي من واد آخر، والفضاء الإلكتروني يحجب أعين الآخرين، كما يظنون!.
المهم إن العلاقة تتطور، إلا أن يطلب منتحل شخصية “الفتاة” من الشاب أن تحادثه عبر السكايب، أو التانقو، المهم أن تكون المحادثة مرئية لتكون العلاقة أوثق وأعمق، وحين يتم الاتصال، تطلب “الفتاة” من “الشاب” القيام ببعض الحركات، وبعد انتهاء المحادثة، يرى رسالة جديدة تضيء له في الفيسبوك أو الواتس اب، فيفتحها فتكون “الطامة”، فيلم خلاعي مدته لا تقل عن الدقيقتين بطله “هو”، مع رسالة تبتزه لدفع المال مقابل مسح ذلك الفيديو، وإلا…..!
لن أقول “ضحية” في مقابل “مجرم” فالطرفان مجرمان في نظري، الأول أجرم في حق نفسه، عندما انجر وراء متعته رغم كثرة التحذيرات من هذه القصص والجرائم، والثاني إجرامه لا يحتاج حتى إلى تفسير، من الإغواء، وإخراج الفيلم، والابتزاز، والتشهير. إلا أنه لابد أن نحذر من هذه الجرائم خصوصاً للصغار والمراهقين الذين يسهل إغواؤهم والضحك على ذقونهم، رغم أن ضحايا هذه القصص من البالغين، وليس ببعيد عنا تلك القصص التي يبتز فيها الشاب الفتاة، فينتهك عرضها مقابل عدم نشر صورها أو الفيديوهات المصورة لها، وكل ذلك خوفاً من الفضحية التي ستدوي إن ما هو فعلاً طبق تهديده ووعيده.ضحايا هذه الجريمة ها هم يضربون كفاً بكف، ويبحثون هنا وهناك عن “هكرز” يمكنهم من اختراق حسابات أولئك المجرمين لمنع تنفيذ وعيدهم، قد تهدم بيوت المتزوجين منهم، إن ما عرف زوجاتهم بالأمر، فهي نوع من أنواع الخيانة الإلكترونية، وقد تتسبب في خلافات حادة مع الأهل وتشويه السمعة لمن هم لم يقبلوا على حياة زوجية بعد، فلا تسمح لنفسك أن تكون الضحية التالية.
ياسمينة: احذروا من الانجرار أولاً وراء أهوائكم ومتعتكم وشهواتكم، وبعدها احذروا الذئاب المتربصة لكم وراء “الكيبورد”.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *